كما أن قيمة السيارة الممتازة للركوب في هذه السنة بلغت ثلاثمائة ألف ريال، وبلغ كيلو التمر السكري الممتاز في هذه السنة أربعة وعشرين ريالًا.
وقد اشتريت هدي التمتع عام (1359 هـ) بثلاثة ريالات، فحدثت الأخ الزاهد محمد بن إبراهيم النجيدي بذلك متعجبًا من الرخص فذكر لي أنه ضحى تلك السنة بمنى بتيس من المعز قيمته ريال واحد.
كما أني أذكر أنني خرجتُ معي أحد الرفقة على أثر هطول أمطار نزلت بالأمس لنرى آثار نعم الله فمررنا على بئر تقع على مسافة عشرين دقيقة من المدينة قد تعطلت فوجدنا بقعة على نثيلتها تقدر بمتر ونصف في متر ونصف قد انشالت وارتفعت بقدر ثلاثين سنتمترًا فرفعناها فوجدنا قد رفعها نوع من الكمأة يسمى الفطر وتسميه العامة فطيراء كانت النباتات التي وجدناها تقدر بعشرين لكننا اقتصرنا على عشر منها بحيث كانت تملأ قدرًا متوسطًا من قدور الطبخ، وقد رأيت منذ خمسين عامًا قرب السمن البري المستخرج من ضروع الأغنام ملقى على ظهر الأرض حوالي دكاكين الماقفة المذكورة فعددت أمام دكان واحد أربعين قربة من النحاء التي ملئت بالسمن.
وكانت عِقيل الذين كانوا ينحدرون إلى العراق ويذهبون إلى مصر والشام للتجارة يفرّغون ذلك السمن العظيم في براميل كبار يسع الواحد منها أربعًا وعشرين مصفحة فيجعلونه في تلك المصفحات.
وأقسم بالله لو كانت تلك القِرب تملأ ماءً لا سمنًا لنزفت الآبار التي تؤخذ منها، وفي زمننا هذا قلّت تلك البركات ونُزعت الخيرات، فقد بلغ كيلو السمن البري إن كانت قيمته بخمسة وستين ريالًا ولولا ما كان يرد من الجوالين المعروفة بعافيه وفقيه ونحوها من الأسماء لأوشك أن يعدم السمن وكانوا يسمونه السمن الشجري.
أما عن الودك المصفى قبل من شحوم بهيمة الأنعام والذي كان قوتًا للأمة قبل