ثم دخلت سنة (1045 هـ)

في هذه السنة عظمت الكارثة واشتدت الوطأة على الخليج بامتداد الحرب بين العراق وإيران بحيث أعدمت النفوس وأذهبت الأموال وهدمت البنيان وجعل سعاة الإصلاح ينادون بهذا الصوت المحشرج (ألا مِنْ رجل رشيد ليوقف حرب الخليج وهنا نتساءل ألا مِنْ رجل رشيد يؤمن بالله ورسوله يستطيع إيقاف هذه الحرب الضروس ويضع المفهوم القرآني {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} (?) في موضعه الصحيح وقوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَينِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (1)} (?)، وقوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} (?) وقوله تعالى: {لَا خَيرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إلا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَينَ النَّاسِ} (?) وقوله تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (46)} (?)، وقوله تعالى: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَينَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَينَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَينَ أَخَوَيكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10)} (?) وجعلت الأصوات المحزونة والموتورة تنادي (أوقفوا حرب الخليج إن كنتم مسلمين)، ولقد تأزمت المسألة من هذه الحرب الاستنزافية بين الطرفين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015