بالعقيد الطائفي علي ديب ليحاوره في هذا الأمر فقال يا سيدي إن المعتقلات لا تكفي مع أننا لم نترك مدرسة ومعملًا يصلح للاعتقال إلا استخدمناه فقرر الأسد أن يعتقلوا الثلثين ويقتلوا الثلث الثالث من رجال كل حي وكان يأتي الأمر بأن نسبة القتلى يجب أن تزيد في اليوم عن سبعة آلاف وفي اليوم الذي يليه يجب زيادتها إلى عشرة آلاف يوميًا فصاعدًا وقد سجنوا في مدرسة واحدة خمسة عشر ألف مواطن.

أما تعذيب المعتقلين من أهل حماه فمنها البرد والجوع والظمأ ومنها التعذيب بالملزمة، يؤتى بالمعتقل وتوضع رجله أو يده في الملزمة الضخمة ويشد عليها حتى يتمزق لحمه وتهرس عظامه، كما يوضع الرأس أحيانًا إذا أرادوا القضاء على المواطن نوع آخر كرسي سليمان وهو اسم أطلقه الجلادون على الخازوق الحديدي الذي كان يجلس عليه الشخص حتى يسيل الدم من قفاه ويضرب خلال ذلك بالعصي والأكبال الكهربائية حتى يتسلخ جلده.

ومنها بساط الريح يعلق المعتقل من يديه ورجليه في السقف مع تجريح ظهره وبطنه بالسكين ويترك حتى ينزف دمه ومنها أسلاك الكهرباء توضع في لسان المواطن ودبره وقبله وكما يوضع أحيانًا على سخانة كهربائية مشتعلة حتى تفوح رائحة لحمه.

ومنها الكي بالحديد المحمى، كانت أسياخ الحديد تحمى في النار وتغرز في جسد المواطن في الصدر والظهر والبطن وأي موضع من الجسد يخطر ببال الجلاد، ومنها الخنق فكانوا يخنقون بعض المواطنين خنقًا إذ يضعون رأسه على الجدار ويضغطون بأنبوب على رقبته حتى يموت.

وقد استشهد خلائق كثيرون من الشهداء من هذه التعذيبات، هذا ولا نطيل بذكر هذه الحادثة التي لم ينقل التاريخ مثلها في البشاعة، وقد دمرت مدارسها وحرقت محلاتها وحطمت نواعيرها وحرقت بساتينها وحرقت البيوت ونهبت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015