الإمام عبد الله بن فيصل، وكتبوا إليه وهو إذ ذاك عند قحطان، فقدم عليهم في الأحساء، فأكرموه ظاهرًا والله عليم بما يبطنون، فأقام عندهم هناك.
وأما سعود فإنه لما أذن لأهل النواحي بالرجوع إلى أوطانهم بعد واقعة البره، لم يبق عنده في الرياض غير شرذمة قليلة من العجمان، فقام عليه أهل الرياض وساعدهم عمه عبد الله فحصروه وجنوده في القصر، وثار الحرب بينهم ثم إنهم أمنَّوه ومن معه من أولاده وخدمه، وأخرجوهم وطردوهم ثم بايعوا لعمه عبد الله بن تركي، فتولى عبد الله على الرياض وكان من الذين أذن لهم سعود بعد هذه الغزوة عبد الله بن إبراهيم بن نشوان من رؤساء أهل أشيقر وإبراهيم بن سليمان الصبي، ومحمد بن سعد بن معيقل، وسعود بن حمد من أهل الشعراء، وعبد الله بن عثمان من أهل الدوادمي لما ذهبوا إلى أوطانهم، ومروا بالبكرات بالقرب من ثادق صادفهم ركب من آل عاطف من قحطان، كبيرهم فريج بن مجحود فحصل بينهم وقعة شديدة وصارت الهزيمة على قحطان، وقتل منهم عدة رجال، منهم شناز بن فريج بن مجحود، وقتل في هذه الوقعة عبد الله بن إبراهيم بن نشوان، وكان هذا فيما يقال عنه كريمًا مقدامًا شجاعًا، وعبد الله بن عثمان وكان معروفًا بالشجاعة والرماية رحمة الله على أموات المسلمين.
وكان سعود لما أخرج من الرياض ذهب إلى بلد الدلم فأقام فيها.
ولما كان في آخر جمادي الآخرة سار من الدلم يريد الأحساء، فقدم على بوادي العجمان وآل مرة فرغبوه في أخذ الأحساء والقطيف من أيدي العساكر العثمانية، واجتمع عليه خلائق كثيرة فعاثوا في قرى الأحساء بالنهب والتخريب، وذلك في رجب من هذه السنة المذكورة.
لما اجتمع على سعود أصحابه والتئم عليه شمله، جعل يستنهضهم على الترك،