قحطان, فلما وصل إلى ثرمداء جاءه الخبر بأنهم ارتحلوا من موضعهم الأول وهو الأنجل، ونزلوا على البره، فسار سعود بجنوده إليها لقتال أخيه عبد الله بن فيصل ومن معه من قحطان، وأرسل عمه عبد الله بن تركي إلى شقراء ومعه عدة رجال فأمرهم بالمقام فيها وكان بينه وبين عمه وحشة.
ولما كان في سابع جمادى الأولى وصل سعود ومن معه البره فلما تراءى الجمعان والتقى الفريقان جرى بينهما ما لا يحسن ذكره، فاقتتل الفريقان قتالًا شديدًا يطيش له الجليد ويشيب لهوله الوليد، فانهزم عبد الله بن فيصل ومن معه من قحطان وغيرهم، وقتل منهم قتلى كثيرة، من أعيانهم عبد العزيز بن محمد بن ناهض وبراك بن عبد الله بن براك وقتل من جنود سعود عدة رجال منهم منصور الطويل من رؤساء العجمان ونهبت تلك الجنود بلد البره، وتوجه عبد الله بن فيصل ومن معه إلى بلد الرويضة، رويضة العرض فنزلوا عليها وأقام عند قحطان هناك.
وأما سعود فإنه دعى بعمه عبد الله من شقراء بعد انتهاء الواقعة، ثم قفل راجعًا إلى الرياض وأذن لمن معه من الجنود التي من النواحي بالرجوع إلى أوطانهم.
لما كان في ربيع الأول من هذه السنة، سارت العساكر من البصر إلى الأحساء والقطيف يقودهم فريق باشا ومعهم عبد العزيز بن الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أباطين، وقد جاءوا باسم النصرة للإمام عبد الله بن فيصل على أخيه سعود، وليس الأمر كذلك بل لما رأوا الحرب في بلاد العرب، وتضعضع ملك آل سعود طمعوا في نجد.
ولقد كان من المعلوم الذي لا يمتري فيه عاقل أن الدولة العثمانية لا تسعى مع أحد لحظ نفسه، وإنما تسعى لحظ نفسها، فقدمت الأحساء والقطيف في تلك السنة، واستولت عليها لا أقل ولا أكثر.
ثم اطلقوا محمد بن فيصل من حبسه وأكرموه، فأقام عندهم في الأحساء وأخرجوا فرحان بن خير الله أمير سعود وطردوه، وأظهروا أنهم جاءوا لنصرة