على (170) منهم وأعدم خمسة وثلاثون وكان من الذين ألقي القبض عليهم رئيس الفتنة جهيمان بن محمد قد طالت شعور وجهه ورأسه كأنه متصف بصفة الأسد.
ولما قُبض عليه جعل يفتخر ويعتزي بقوله لو بقي معي رصاصة واحدة لما استطعتم الدنو مني واستمر يهاجم بكلامه السيئ وبأفعاله القبيحة، قال الله تعالى في حق هؤلاء وأمثالهم: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104)} (?) وقال جل ذكره: " {أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا} (?) أما بقية الأشقياء فقد اختفوا في السراديب وهلكوا فيها ووجدوا جثثًا هامدة ثم أنَّه وزع على مدن المملكة السعودية ثلاثة وستون مجرمًا قتلوا بالسيف منهم رئيس الفتنة جهيمان بن محمد بن سيف العتيبي واثني عشر معه أعدموا أمام باب السلام ضربًا بالسيف في أعناقهم.
وهذه الفئة غالبها من السعودية ومنها أفراد من الكويت ومصر والمغرب واليمن الشمالي واليمن الجنوبي وباكستان ومن ضمن الذين قتلوا في الأقبية مهديهم المزعوم وقد ادعى هذا الدجال بأن الأرض ستخسف بالقوات التي تحاصره.
وبعد التحقيق ثبت أن لا صلة لأي دول أجنبية بالحادث ثم إنها جاءت البرقيات من سائر المملكة أفراد وأسرًا وأمراء وانهالت على الديوان الملكي تستنكر وتهنئ بإبادة الفئة الباغية وتبين حقيقة مشاعر المسلمين وشجبها للعدوان الأثيم ثم إنه بعد تطهير المسجد وتنظيفه فتحت أَبوابه للمسلمين مساء يوم الخميس 17 محرم بعد انقطاع 17 يومًا تعطلت الصلاة وقال صاحب السمو وزير الداخلية نايف بن عبد العزيز أنَّه لا يمكن معاقبة الأطفال الذين اشتركوا مع آبائهم لأنهم كانوا مجبرين من آبائهم، أما النساء فسيقدمن للقضاء ليحكم في مصيرهن.