لما أن كان ليلة عيد الأضحى من هذه السنة امتطى رئيس الجمهورية المصرية أنور السادات طائرته وذهب إلى اليهود يزعم أنه مفاد بنفسه لوضع صلح مع إسرائيل فتأثر العرب لذلك وحصل استنكار لهذا التصرف وعارض العلماء والرؤساء عقد السادات للصلح بينه وبين إسرائيل لأن الأماكن المقدسة قضيتها تهم المسلمين جميعًا، وجعلوا تصرّفه ذلك خيانة وحوصرت السفارات المصرية في غالب الممالك الإسلامية وأطلقت على بعضها النار ولا سيما في بيروت ونقلت الجامعة العربية من مصر ولا ريب أن ذلك يعتبر خللًا في صفوف العرب وصدمة في وجوههم وكأنه بذلك لم يبالِ لأحد لأنه فعل ذلك لمصلحة مصر لا أقل ولا أكثر وقد امتدحت إسرائيل الرئيس المصري بالشجاعة والتقدم ولكنه لم يفز مع ذلك بتقدير من إسرائيل لم يرعوا لذلك اهتمامًا بل كان جواب وزير حرب إسرائيل (عزرا وايزمان) قوله أمام مؤتمر حزب حيروت بعد مرور هذا الصلح بسنة ونصف أنه إذا أغلقت القناة يريد قناة السويس من جديد في وجه السفن الإسرائيلية إثر أي تغيير قد يحدث في مصر فإن إسرائيل ستعود إلى سيناء للمرة الرابعة وقال أن العمليات التي يوجهها الفدائيون ضد المستوطنين الإسرائيليين مرهقة للأعصاب ونحن لا زلنا في البداية وإن كانت المعركة قد بدأت بالفعل كما قدم بعد ذلك وزير داخلية إسرائيل يوسف برغ زائرًا لمصر للمفاوضة فيما يسمى بالحكم الذاتي للضفة والقطاع.
وفيها حج جموع من الحجاج لم يعهد مثله فيما مضى أحصي ما دخل في مكة المكرمة من سيارات الحجيج فبلغت خمسمائة ألف سيارة (500000) هؤلاء سوى حجاج الطائرات.
تنبيه: ذكرنا فيما تقدم أن ثورة عزيز الأحدب لم تنجح ونحن نتكلم عنه فنقول هو العميد الركن عزيز الأحدب قائد منطقة بيروت الذي أعلن نفسه مساء يوم