لتلك الجريمة الشنعاء أعدم بمشهد عظيم من الأمة بالسيف قصاصًا جزاء وفاقًا وإن كان ذلك لا يشفي ولكن القاتل يقتل.
قد أشرنا إلى ما جرى من الفزع والبكاء لهذه الفادحة التي ارتجت لها مشارق الأرض ومغاربها واقتصرنا على بعض من كل، وقد رثاه الشاعر الغزاوي بقصيدة عظيمة مطلعها قوله:
جرت الدموع كأنها انهار ... ووجدتني بنزيفها أنهار
ماذا سمعت أفيصل أودى به ... في طرفه ذو جنة غدار
وقد بلغت أبياتها خمسة وثلاثين كما رثاه الشيخ محمد صالح قزاز بقصيدة كان من أبياتها قوله:
أي خطب جرى وأي مصاب ... جل بالشعب ملهبًا أشجانه
أي دهماء فاجأت كل قلب ... روعته وهيجت أحزانه
ما الذي روع الجزيرة بالأمس ... فأضحت مرزوءة ولهانه
وقد بلغت أبياتها اثنين وثلاثين ورثاه حسين سراج بقصيدة بلغت أبياتها خمسة وعشرين قال في مطلعها:
رزئ الدين في أعز نصير ... فابكه يا دنيا بدمع غزير
ذهل المسلمون واعتراهم وجوم ... وقلوب تفجرت بالزفير
ونعته الرابطة للعالم الإسلامي بقولها: (ببالغ الأسى والحسرة والألم والحزن العميق تنعى رابطة العالم الإسلامي إلى الأمة الإسلامية قاطبة علمًا من أعلام الإسلام وقائدًا من قواده البررة المتقين ورائدًا من رواده الذين نذروا حياتهم لخدمة دين الله الحنيف ونشر دعوته في كل الأنحاء والأصقاع ومجاهدًا من مجاهديه الذين ثبتوا في الميدان حتى آخر رمق في حياته) في كلام طويل.