تنبيه: قد أشرنا فيما تقدم عن الحرب والثورات في قبرص وذهب ضحيتها مئات الأسر المسلمة في جزيرة قبرص، ونشير إلى هنا إلى أنها مؤامرة تحاك ضد المسلمين في قبرص ويدل على ذلك المذابح التي ارتكبتها العناصر الحاقدة ضد المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ، وقد أسرت تركيا من اليونان الكائنين في قبرص 783 أسيرًا ونقلتهم إلى تركيا واستمرت الأحوال هائجة مائجة وكان بعد أن أطاح العسكريون بالأسقف مكاريوس في قبرص تخلص الاستعماريون من آخر زعيم في منطقة الشرق الأوسط قد ناضل ضد النفوذ الأجنبي، ووصل ببلاده بعد كفاح طويل إلى شاطئ الحرية، والسيادة والاستقلال فيما ذكرت عنه إحدى الجرائد اللبنانية، وكان قد نفي إلى جزيرة سيشل من قبل المستعمرين البريطانيين، كما نفى قبله سعد زغلول إلى الجزيرة نفسها، ولاقى من الاضطهاد والمطاردة والمكايدة ما لقيه رجال التحرير في مصر والكتليون في سوريا والسنوسيون في طرابلس الغرب وناله أخيرًا من العسكريين ما نال جميع قادة العرب الذين جلبوا إلى بلادهم الاستقلال والازدهار وتصدوا للصهيونية والاستعمار.
وفيها قامت الحكومة السعودية بنشر العلم والثقافة في اليمن ورأت مساعدة الحكومة اليمنية بجلب ثلاثمائة مدرس مصري وخمسين مدرسًا سعوديًّا بالإضافة إلى ثلاثة وعشرين مدرسًا قبل هذه السنة، وقامت بجميع مرتباتهم وميانتهم وكان لهذه اللفتة عظيم مشجع للتعليم في الشعب اليمنى الذي طالما كان أبناؤه يعيشون في الجهل والجفاء ويضجون مما هم فيه من عدم التعليم، ولقد كان أبناء اليمن حال إقامتهم في السعودية يزاولون أعمالهم في النهار لطلب الرزق وفي الليل وأوقات الفراغ كانوا يدرسون بالمدارس الليلية ويغتنمون الفرص لأخذ نصيبهم من الدراسة.
وفيها صدرت الإرادة الملكية بتحويط المقابر صيانة لرمم الموتى فأقيمت الحيطان بالقواعد المسلحة والطوب، فعم ذلك المقبرتين الشرقيتين في مدينة بريدة والمقبرتين الجنوبيتين والمقبرة القديمة التي في وسط البلد كما أحيطت المقابر كذلك