مشائخه

أما مشائخه فكلهم من بلاده منهم الشيخ محمد بن صالح والعلّامة الشيخ أحمد الأفرم بن المختار والشيخ أحمد بن عمرو الفقيه الكبير محمد النعمة بن زيدان والعلامة في الفنون أحمد قال بن زاده وغيرهم وكان سير الدراسة لديهم أنهم لا يجمعون الفنون معًا ولا يقرأ الطالب على شيخين في وتت وكانت طريقة التدريس لديهم أنه يكلف الطالب بحفظ المتن الذي يقرأه وقد يجتمع لدى الشيخ الواحد العدد الكثير في الفنون العديدة وتستمر الدراسة من بعد صلاة الفجر إلى ما بعد العشاء يتخللها فترات الغداء والصلوات والقيلولة، وهكذا طيلة العام ما عدا الخميس وصبيحة الجمعة والأعياد فقط وتقتصر الدراسة في رمضان المعظم على المذاكرة وكانت علاقة الطلاب بمشائخهم أثناء الدراسة علاقة أبوية ويكون الطلاب ما يسمى بالعزوبة يقومون بشئون أنفسهم وإن وجد فيهم ضعيف ساعده الشيخ وربما أنفق عليه حتى ينهي دراسته عنده وقد كان الشيخ رحمه الله ينتقل إلى مشائخه بأوفر زاد وأكمل متاع وخادم يكفيه كل مؤونة وكان لديه تدريس أهلي في بيته ويجلس للخصوم في بيته فيفصل بينهم وكانت أحكامه نافذة عن الجميع حتى الحكومة وقد كان ثاني اثنين في البلاد وعمدتهم الحكومة الفرنسية بأقضية الدماء خاصة بعد أن امتنع أن يلي لها أي عمل ولما أن كان في سنة (1367 هـ) قدم حاجًّا إلى المملكة العربية السعودية وبدأ التدريس في المسجد النبوي وتعرف عليه المسئولون وطلبوا منه البقاء للمنفعة العامة فاستمر في تدريسه وإفادته ولما أن كان في عام (1371 هـ) طلب للتدريس في المعاهد والكليات بالرياض وفي عام (1381 هـ) نقل إلى الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وكان له حظ عظيم في التأليف وملكة وقوة استخراج ومن الناس من يبالغ في سعة علمه ولا ريب أنه من علماء هذا الزمان المتبحرين ولا أقول أنه عصري بل إنه سلفي وتفسيره للقرآن وشرحه مراقي السعود أكبر دليل على سعة علمه ومقدرته. ومن مؤلفاته "منع جواز المجاز في المنزل للتعبد والإعجاز"، "أنساب العرب" نظمًا "فروع مالك" نظمًا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015