وفيها كثر التسول في مساجد المملكة وطرقها واتخذوا ذلك حيلة لاكتساب الدراهم، فهذا يدعي بالمرض وآخر يدعي بالجوائح المالية من حريق وهدم ودهس وانقلاب السيارات وأخطارها إلى غير ذلك من تقديم صكوك مزورة، وحدثني بعض الثقات أن رجلًا أجنبيًّا صلى في مسجد ابن مقبل الكائن شمالي الجامع الكبير في مدينة بريدة، وكان يحمل رجلًا آخر على كتفيه بعد صلاة العشاء الآخرة، ثم تقدم أمام المصلين وقال أيها المسلمون انظروا إلى حالة هذا المقعد المسكين الذي لا مال له ولا أهل ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، وجعلا يبكيان حتى رحمهما الحاضرون وجادوا عليهما بما في أيديهما، قال ثم خرج الحامل والمحمول فجلسا مختفين عن نور القمر ورؤية الناس بعدما وضعه عن كتفيه واقتسما ما حصلا عليه وذهبا يمشيان يتبادلان الحديث، وقصص المتسولين طويلة نسأل الله العافية، وقد فتحت الحكومة السعودية مراكز للقبض على أولئك وأخذ التعهد عليهم.
تأسس هذا المعهد في الصفراء شمالي مدينة واحتضر له مساحة كبيرة جدًّا ورصد له زيادة على ثلاثين مليونًا وكان هذا المعهد ممتازًا لما قد يجلب إليه من الخبراء وما سينشأ عنه من الإصلاحات الزراعية ويدل على عناية الحكومة في الزراعة في القصيم وهذا المعهد الفني هو أحد المعاهد الفنية التابعة للمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني الزراعي، وهو الوحيد بالمملكة كان فيه مزرعة لمحاصيل العلف ومزرعة إرشادية لزراعة النخيل والخضر والفواكه ومشاتل ومزرعة للإنتاج الحيواني تشمل على زيادة عن مائة وخمسين رأس بقر لإنتاج اللبن والحليب، وفيه مزرعة لتربية الدواجن لعشرة آلاف دجاجة وإعداد خلايا النحل التي تخرج العسل بتمام قدرة الله تعالى، وقد أخرج شطاه بتخريج 380 طالبًا بدرجة دبلوم وكان مزودًا بأحدث المعدات، وقد حفر فيه آبار ارتوازية وصرفت لطلاب المعهد مكافأة شهرية لكل فرد 675 ريالًا.