ففيها أمر الإمام عبد الله بن فيصل عمه عبد الله بن تركي بالمسير إلى الأحساء، وأكد عليه أن يحبس كل من ظفر به هناك من بادية العجمان، وأن يحرق بيوتهم التي لهم في الرقيقة، فسار عبد الله بن تركي في سرية من أهل الرياض والوشم وسدير، ولما وصل إلى الأحساء قبض على من وجده من العجمان هناك وحبسهم وأحرق البيوت والصرائف التي لهم في الرقيقة، وكان أمير الأحساء إذ ذاك محمد بن أحمد السديري فكتب إليه الإمام وأمره بالقدوم عليه في بلد الرياض، فسار محمد السديري من الأحساء وقدم على الإمام عبد الله في بلد الرياض، فعزله عن إمارة الأحساء وجعل مكانه أميرًا في الأحساء ناصر بن جبر الخالدي.
وفيها في شعبان توفي الشاعر محمد بن عبد الله القاضي المشهور صاحب الشعر النبطي رحمه الله تعالى، كان أديبًا لبيبًا كريمًا موصوفًا بالعقل والذكاء ومكارم الأخلاق، وكانت وفاته في بلد عنيزة.
ثم دخلت سنة 1285 هـ
وفيها كتب الإمام عبد الله بن فيصل إلى أمراء بلدان نجد يأمرهم بالقدوم عليه في الرياض بغزوهم ما عدا أهل القصيم فإنهم لم يحضروا لأنه لم يدعهم، فخرج من الرياض في 15 محرم ونزل على بيان وجمع الجموع من بادية وحاضرة، فزحف بهم إلى وادي الدواسر وكان في نفسه غيظ شديد على أهل الوادي لمساعدتهم أخاه سعودًا ومناصرتهم اياه، فلما بلغ الوادي قطع نخيلًا وهدم بيوتًا وأخذ أموالًا وسلاحًا كثيرة، وأقام هناك نحو شهرين، ثم قفل إلى الرياض وأذن لمن معه من أهل النواحي بالرجوع إلى أوطانهم.
وفيها في أول أربعانية الشتاء بدأ طلع نخيل القصيم وصار لقاحها في شدة البرد فشيصت جميعها ولم يبق من فرائد نخيلها الا ما يبلغ قد سبع وزان، وتعرف هذه السنة بسنة الشيص، والله علي كل شيء قدير.