وصيانة، وتثبت وإناءة في الأحكام، ثم كان قاضيًا في ناحية عمان لعبد الله بن سعود، ثم كان قاضيًا في ناحية الوشم وسدير لتركي بن عبد الله، وكان يأخذ بعض السنة في الوشم وبعضها في سدير، ونزل روضة سدير فتوجهت إليه الخصوم، ورحل إليه طلبة العلم من أهل سدير ومنيخ وأخذوا عنه، ثم كان قاضيًا في ناحية القصيم والوشم لفيصل بن تركي، وكان ذلك عن طلب من أهل القصيم له من الإمام فيصل أن يكون قاضيًا في بلدانهم، ومدرسًا في أوطانهم، فأمر الإمام عليه أن يسير إليهم وكان إذ ذاك في بلد شقراء قاضيًا لناحية الوشم، فسار إليهم وقدم بلد عنيزة وأقام عندهم فطلبوا منه أن ينقل أولاده وينزل بهم عندهم في عنيزة، فنقلهم واستوطنها فأكرموه واحترموه وانتفعوا بعلمه، وكان يدرس في فنون من العلم شتى حتى كثر لديه طلبة العلم، ومن بركاته سعيه بالصلح بينهم وبين الإمام فيصل، فأكرمه فيصل وأنجح طلبته، وكان محبوبًا عند الناس خاصهم والعام، معلمًا جلدًا على التعليم والتدريس، لا يمل ولا يضجر ولا يمل من تعليمه الطالب، أضف إلى ذلك كرمًا وسخاءً ووقارًا، وكان دائم الصمت، قليل الكلام، كثير التهجد والعبادة، قليل المجيء إلى الناس، وكان حسن الصوت بالقراءة، وعلى قراءته هيبة مرتلة قراءته مجودة وكتب كثيرًا من الكتب الجليلة بخطه الحسن المضبوط المتقن.

ذكر مؤلفاته وسعة علمه

كانت مؤلفاته كثيرة مفيدة وأجوبته وافية سديدة تدل على فضل منشئها ومكانته في العلم، وتطيب النفس إذا وردتها، وأعلام القبول لائحة عليها، ذلك لخروجها من معدن علم ومن البحر يستجلب الدر.

فمنها تأسيس التقديس في الرد على داود بن جرجيس، وكان مؤلفًا حسنًا مفيدًا لا يشبع منه طالب الحق، وكتاب الانتصار لحزب الله الموحدين وهو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015