بأي طريقة كانت هذا ولا تزال الطائرات فوق رؤوسنا تدور وقد وصلت بنا الأحوال إلى شكل ما أحد يتصوره ولكن والحمد لله مقسوم لنا بقية حياة مهما كانت الأخطار وبعد هذا بأيام سمعنا وأخبرنا أن فيه تحشدات وكنا نشاهدها أمامنا على بعد خمس كيلو غربًا ثم استمر يصف قصف الطائرات اليهودية فقال إنها تقدمت أربع طائرات يهودية فاستمرت تقصف إحدى المدن التي حوالينا حتى كانت الأرض كأنما أصيبت بالزلزال هدموا العمائر وحطموا الآلات والسيارات كلها فكنت لا تعرف حطائم العمائر من حطائم السيارات ونحن قد ساد علينا القلق والخوف الشديد وبعد عدة مرات نوقن باليأس من الحياة واستمرت هذه الأحوال هائجة مائجة.
المسجد الأقصى يحرق بالنار لما كان في يوم الخميس الموافق 8/ 6 من هذه السنة عمل اليهود عملًا لا تستك له أسماع المؤمنين وتنكره فطر العالمين ذلك بأن اليهود حرقوا المسجد الأقصى وقع الحريق في جهته الجنوبية الشرقية وتجرؤوا هذه الجراءة العظمى ولما جرت تلك الجريمة الشنعاء اهتز لها العالم الإسلامي وشارك رجال الدين المسيحي العرب والإسلام في استنكار الحادث وصاحوا بأنه حادث جلل وعقدت على الفور اجتماعات طارئة في معظم العواصم العربية والأجنبية لدراسة نتائج الحادث وبكل حال فإن الله تعالى وله الحكمة البالغة والحجة الدامغة لم ينتقم من أعداء الله وأعداء رسله ولم يأذن بنصر للعرب حتى كتابة هذه الأحرف، وهذا النصر ليس مجرد الإذاعات والأقوال فقط إنما النصر هو سحق اليهود وطردهم وقتلهم حيثما وجدوا وأخذهم وحصرهم ولا بد إن شاء الله من أن ينصر الله المسلمين والعرب وكان ذلك اليوم يوافق 21 أغسطس (1969 م). قال الأستاذ غازي فتحي محمد سليم أحد المنتدبين للتدريس في السعودية من فلسطين هذه القصيدة وأهداها إليّ يشكو زمانه وما توصلت الأحوال إليه: