ثم دخلت سنة (1389 هـ)

استهلت هذه السنة والعرب في اشتباكاتها مع إسرائيل وقد لحقت خسائر بالأردن واستهدفت عمان لضربات إسرائيل كما قد أصيبت سوريا ومصر بغارات مقلقة وقد طرد ستة وخمسون ألف سوري عن أراضيهم التي استولت عليها اليهود خلال عدوانها الأخير على سوريا، ولجأ إلى الضفة الشرقية من اللاجئين مائتا ألف أردني وخمسة آلاف لجاوا في لبنان لحقهم تسعة آلاف فمايتان وسبعون ألفًا من العرب أصبحوا مشردين بلا مأوى السماء غطاؤهم والأرض فراشهم، واستعملت اليهود في سيناء قنابل النابالم فاحترق منها تسعون جنديًّا وقد بعث إلى أناس من المنتدبين للدراسة في عمان بمدرسة الشوبك الزراعية الثانوية يروون ما أصبحوا فيه من الأهوال وأحاط بهم من الأخطار تالوا إننا ندرس بوادي اليابس وعلى الخط الأول من اطلاق النار لقد لبثنا في هذا المكان مدة شهور وفي آخرها كثرت الاشتباكات عندنا وكنا معرضين للخطر حيث أنه ردم القرى المجاورة لنا يمينًا وشمالًا ولم يبق إلا مكاننا بالضبط وخلال هذه الاعتداءات كنا نعيش في الجبال والخنادق والملاجئ حيث أنه في آخر الوقت استمرت طائرات العدو تقصف منطقتنا بالضبط حيث أننا مرات نوقن باليأس من الحياة وذلك من القنابل والمدافع واستمرت هذه الحالة لمدة أكثر من أسبوعين والدراسة عطلت أسباب عدم حضور المدرسين من هذه المخاوف والطلاب يعيشون في الجبال والمغارات وبعض منهم هاجروا إلى المدن وأصبحنا مشتتين هذا كله حصل في عشر ذي الحجة وعند قرب العيد بيومين سمعنا بوقوع أخطار على مكاننا بالضبط وكل المزارعين وأهل الأملاك هاجروا فهاجرنا مثلهم إلى المدن نقضي أيام العيد وفي ليلة عيد الأضحى استمر العدو بالقصف على مكاننا باليابس ونتيجة ذلك قتل ستة أشخاص وجرح كثيرون من جيراننا أجمل البيوت. وفي صباح العيد كانت تقربة ودفن أموات ولا نستطيع بالليل الجلوس في البيت لا بد نكون في خندق أو مغارة في الجبال أو نختبئ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015