مات المداوى والمداوي والذي ... صنع الدواء بكفه ومن اشترا

ولما قيل لأبي بكر الصديق حينما مرض وعاده الناس ألا ندعو لك الطبيب فقال قد رآني قالوا فأي شيء قال لك فقال إنه قال إني فعال لما أريد. وقيل للربيع بن خثيم لو تداويت وكان قد أصيب بفالج فقال لقد عرفت أن الدواء حق ولكني ذكرت عادًا وثمودًا وقرونًا بين ذلك كثيرًا كانت لهم أطباء فما بقي المداوي ولما المداوى، ولما أن كان المترجم في يوم الأربعاء 18 جمادى الثانية توضأ وذهب إلى المسجد صباحًا وبعد رجوعه من التدريس في المسجد في الساعة الخامسة قبل الظهر بساعة وافا ضيوفًا من خب العريمضي جاءوا لزيارته فأخذ في الوعظ والإرشاد حتى كل لسانه عن النطق وشق عليه الكلام فطلب من أبنائه أن يذهبوا به إلى الجابية ليتوضأ ويغتسل فلم يتمكن من ذلك لضعفه ثم أنهم ساعدوه على الغسل والوضوء وطلب منهم أن يذهبوا به المسجد وجعل يهذو بالصلاة والتدريس ويلهج بذكر الله واستغفاره ولما ذهبوا به عجز عن وصول المسجد فرجعوا به إلى البيت وشق عليه الكلام بحيث لم يفهموا كلامه إلا بشدة وذهل عن صلاة الظهر ثم أنه أمسك على لسانه ولم يكلم أحدًا من أحبابه وإخوانه وذلك من عصر يوم الأربعاء المذكور حتى توفاه الله تعالى في الساعة السادسة قبل صلاة الجمعة من اليوم 25 من جمادى الثانية فتأخر تجهيزيه وصلى عليه المسلمون بعد صلاة العصر من يوم الجمعة وحضر للصلاة عليه خلائق خرجوا من مدينة بريدة ونزلوا من القرى والضواحي الغربية والشمالية والجنوبية وبكوه وترحموا عليه وأصيب به المسلمون، فلا حول ولا قوة إلا بالله العظيم.

أخلاقه وشمائله

كان ربعة من الرجال أو أقل، متقشفًا في لباسه متواضعًا في جلوسه وهيئته كعادة العربي الذي لما يهمه لباسه وترفه إنما يهمه دينه وأخلاقه متواضعًا اجتماعيًّا يجيب الدعوة ويعود الرضى ويشهد الجنائز ويدارى ويأكل من كسب يده فكان رزقه في الحراثة والزراعة على قدر استطاعته يصعد إلى فرع النخلة وينزل من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015