كان وقوع هذه الحرب في أوائل هذه السنة ذلك بأن نيجيريا كانت أهم مستعمرة بريطانية في أفريقيا الغربية، وقد حصلت على استقلالها في أول تشرين الأوَّل عام (1960 م) وفي عام (1963 م) تعب النيجيريون من بقائهم تابعين لمملكة بريطانيا فأقاموا نظامًا جمهوريًّا ولكنه لم يعش إلَّا ثلاث سنوات إذ أنَّه بينما كان مؤتمر الكومنولث منعقدًا في لاغوس عاصمة نيجيريا في 11 كانون الأوَّل (1966 م) للنظر في الإجراءات الواجب اتخاذها لمعاودة روسيا القيصرية ومع انقلاب عسكري في نيجيريا قتل فيه رئيسا وزارتي المقاطعتين الشمالية والشرقية أما رئيس الوزراء الاتحادي أبو بكر تفاوا بليوا فقد اختطف ثم قتل ولما حصل ذلك جرى ما يأتي.
لما أن وقعت هذه الحرب الأهلية المشؤومة التي خيم فيها الجوع والفقر أصبح أهل بيافرا بسببها بحالة يرثى، فكانت الأطفال تمشي عراة فلا يجدون ما يسترون به سوءاتهم، وكم من فتاة أمض بها الجوع حتَّى كان ساقاها لا يستطيعان حملها من الجوع والإملاق، وقد سقط ثمانون ألفًا من أهل بيافرا قتلى على وجه الأرض من جراء ذلك الصراع المرير الدامي، وفرّ مئات المألوف إلى منطقتهم الأصلية خوفًا من الانتقام، وبعد ستة أشهر فقط أعلنها قائدها دولة مستقلة باسم بيافرا أما عدد سكان بيافرا فإنَّه يبلغ حوالي سبعة ملايين، ومن العجائب التي تستحق الذكر أنَّه قد ضرب عليها الحصار حال الحرب وتركوا يموتون جوعًا أطفالًا ونساءً وشيوخًا وصمد الشعب البيافري العنيد وهو يرى كل يوم أطفاله يموتون جوعًا والبالغين منه يأكلون الجرذان ومع ذلك يرفض إلقاء السلاح والإقرار بالهزيمة حتَّى كتب لهم النصر من الله تعالى، وفي آخر يوم من جمادي الثَّانية الموافق ليوم الأربعاء ينادى بجمهورية بيافرا.