شرب بولهم وإعطائهم الطَّعام العفن وعدم السماح لهم بارتياد دور المياه إلا مرَّة واحدة في الأسبوع حتَّى تضعف قواهم البدنية، ومما قال الأمير محمَّد بن إسماعيل الصنعاني المتوفى سنة (1182 هـ) في التحذير من الظلم وكيف طاب لهم التنزه في الحدائق والمنتزهات وإخوانهم في السجون:
فيا عصبة ضلت عن الحق والهدى ... ومالت إلى أفعال طاغٍ وفاجر
بأي ملوك الأرض كان اقتداؤكم ... فما لكم في فعلكم من مناظر
أنافستم الحجاج في قبح فعله ... ففعلكم في الجور فعل مفاخر
ويا وزراء السوء يا شر فرقة ... وأخبث أعوان لناه وآمر
إلى أي حين في الضلالة أنتم ... جهلتم بأن الله أقدر قادرٍ
فما يفعل الدجال مثل صنيعكم ... فلا تتشمتوا من بعد هذا بكافر
إذا كان هذا حال قاضٍ وعالم ... وحال وزير أو أمير مظاهر
ولم تنتهوا عن غيكم فترقبوا ... صواعق قهار وسطوة قادر
فما الله عما تعملون بغافل ... ولكنه يملي لطاغٍ وفاجر
وقد أرسل الآيات منه مخوفًا ... ولكن غفلتم عن سماع الزواجر
رماكم بقحط ما سمعنا مثله ... وحبس سحاب الإغاثة ماطر
كان يؤتى بالبعض منهم في أثناء طابور الصباح ويصفونهم في ساحة أمام زملائهم السجناء ويطلقون عليهم الكلاب المتوحشة التي سبق تجويعها لأيام عديدة لكي تنهش من لحوم المسجونين بينما يشاهد هذا المنظر المزعج الفجرة من حكام القاهرة وزبانيتهم، أما الأقوياء الذين صمدوا لكل أنواع هذا التعذيب فكان يؤتى لهم بالمومسات القذرات العاريات ليقمن بأعمال تتنافى والأخلاق وينهالون عليهم بالشتائم والإهانات والتهكم على الله سبحانه وتعالى وعلى الرسول الكريم - صَلَّى الله عليه وسلم - والصحابة الكرام بنكات وعبارات يقشعر لها البدن فعياذًا بالله من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن، أما الذين فشلت كل أنواع التعذيب فيهم فيرسلونهم إلى