مولده وحياته

ولد سيد قطب في قرية صغيرة في صعيد مصر تابعة لمديرية أسيوط وذلك في سنة (1324 هـ) و (1906 م) ودرس العلوم الأولية بها وحفظ القرآن صغيرًا وانتقل إلى القاهرة والتحق بدار العلوم سنة (1929 م) وتخرج منها سنة (1933 م) وعين مدرسًا ثم ابتعث من قبل وزارة المعارف المصرية إلى أمريكا للدراسة وذلك عام (1947 م) وأصدر بها مجلة الفجر الجديد وفي عام (1952 م) عاد من أمريكا وكان ذهابه إليها نقطة تحول في حياته إذ ترك العمل الوظيفي واستبسل في الدعوة وجرد قلمه في الكتابة عن الإسلام وذلك لما رأى من انهيار الغربية وإخفاقها في تربية الوجدان تربية حية وفي عام (1953 م) انتدب إلى دمشق ليمثل مصر في مؤتمر الدراسات الاجتماعية والقرنية محاضرة بعنوان (التربية الخلقية كوسيلة لتحقيق التكافل الاجتماعي) ونشر في كتابه دراسات إسلامية. وفي 1/ 3 / 1955 م انتخب عضوًا في مكتب الإرشاد لجماعة المسلمين وعين بعده رئيسًا لقسم نشر الدعوة وفي 13/ 7 / 1955 م صدر الحكم عليه بالسجن مع الأشغال الشاقة لمدة خمس عشرة سنة وفي أوائل عام (1964 م) فرج عنه وفي عام (1964 م) خصصت مدارس الأقصى بعمان ميدالية للفكر الإسلامي باسم سيد قطب وفي عام (1965 م) أعيد إلى السجن وفي أغسطس آب سنة (1965 م) أصدر الحكم عليه بالإعدام ثم أعلم فارتفعت إلى السماء روح الشهيد مفكر القرن العشرين وعالم الدين والأدب والسياسة والاجتماع فأقيمت صلاة الغائب عليه في أكثر البلاد الإسلامية وفي المساجد الثلاثة يوم الجمعة 17 جمادى الأولى سنة (1386 هـ).

أما عن نسبه فهو سيد بن الحاج قطب إبراهيم، هاجر جده السادس عبيد الله إلى مصر من الهند وإذا كان الخصوم قد استطاعوا أن يقدموا وأن يصلوا إلى جسد الشهيد فيصلبونه وإلى دمه فيريقونه فإنهم لم يصلوا ولن يصلوا ولم يستطيعوا ولن يستطيعوا أن ينالوا من صدى دعوته في النفوس وأثرها في القلوب وشهرته في العلم والغيب على أعداء الحق وما زالت السلطات المصرية تواصل آثاره حتَّى