وفقدت مدينة الرياض علمًا من أعلامها هرعت الأمة للصلاة عليه وتشييع جثمانه إلى مقره الأخير وحملوه على الأكتاف من الجامع الكبير إلى المقبرة وقد قيل أنه لم تحصل هذه الضجة خلف جنازة أحد في الرياض منذ ثلاث عشرة سنة إلا ما كان في تشييع جنازة الملك عبد العزيز ولما أن أقام صاحب الجلالة الملك فيصل بن عبد العزيز صلاة الجنازة على الشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم كان لهذا النبأ سمع في ملايين الخلق من هذه المملكة وما أحسن ما قيل:
لعمرك ما الرزية فقد مال ... ولا فرس يموت ولا بعير
بلى إن الرزية فقد حر ... يموت بموته بشر كثير
وفيها في يوم الأحد 17 ذي القعدة وفاة الشيخ عبد الله بن إبراهيم بن عبد اللطيف أخي المفتي العام وأخي الشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم المتقدم رحمه الله وعفى عنه كان أسن أخوته وذا دين وعلم ومعرفة وله يد طولى في علم التاريخ وبين وفاته ووفاة أخيه عبد اللطيف شهر وثلاثة عشر يومًا فالله المستعان.
قال الله تعالى بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3)} إن الإخوان المسلمين في مصر جماعة من المسلمين تآخوا في الله حول شريعة الله ممثلة في كتابه العزيز والذكر الحكيم والقرآن المجيد وسنة رسول الله محمد بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم - يعملون لأقامة حدود الله في الأرض والحكم بشريعة الله فيها تمهيدًا لإعادة مجد الإسلام وتحرير أوطان المسلمين من كل مستبدٍ غاصب وكان "حسن البنا" أحد أولئك الذين لا يدرك الوصف ذكراهم وقد قتله كبار رجال وزارة الداخلية وسعت ممثلة في رئيس وزرائها إلى قبره وقد سعى الشهيد وحده إلى قبره منذ أربع سنوات وليس في جنازته إلا فئة من الجنود يمنعون الناس عن جنازته التي لم يمشِ فيها إلا والده وولده والآن يقتل عالم عظيم مفسر للقرآن وهو "سيد قطب"، بعد تعذيبه في السجن بأنواع التعذيبات التي تقشعرّ منها الأبدان وتنكرها