شجرة فصبر على حفظها والقيام عليها حتَّى تثمر كان له في كل شيء يصاب من ثمرها صدقة عند الله عزَّ وَجَلَّ". فمن توفيق الله له أن اشترى موضعًا في التغيرة من محمد السديري وهو نصف ملك العدوان بقيمة زهيدة ستين ريالًا وذلك لما سمع برغبتهم قبل ذلك في حفر بئر إرتوازية ليأتوا بمعدات من بعض الجهات الخارجية، ولعله أن يكون ذلك من أسبابه هو وكانت التغيرة المعروفة ببريدة إذ ذاك صحراء قاحلة تقع في الجهة الشمالية على مسافة نصف ساعة للراجل وفي سبيل الذين يذهبون إلى شعيب الودي للنزهة أوقات الأمطار، فاحْتفر بها بئرًا عام 1356 هـ وعزم على حرثها وسكناها وكان يقول: كنت أخجل من أن يراني الناس في ذلك الموضع الذي لا أنيس فيه ولا ساكن وكانت مأوى للوحوش والسباع حتَّى انتقده بعض أهل الآراء والمعرفة قائلًا: (يا إبراهيم إنّك لما خرجت من الشقيري قالت الأمة: لقد حلق هذا العقاب فعلى أي فريسة يقع فلم نشعر إلَّا بك تهبط على صعيد تسكنه الوحوش). وقال لي مرة: ائها بلغت بي الحال حينما تبدَّى أناس يريدون شعيب الودي وكنا نحفر البئر إن ألقينا فيها الزنابيل والفؤوس والمساحي واختفينا بها حتَّى جاوزونا ثم خرجت وأولادي من البئر نعمل فعجب الله له وحقق أمنيته وسدد رميته وقارنه السعود فيها وأصبحت منظرًا رائعًا تهتز نخيلها وأشجارها وتكفئ الرياح زروعها "واهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج ذلك بأن الله هو الحق وأنَّه يحيي الموتى وأنَّه على كل شيء قدير". وبنى فيها القصور وحدث ولا حرج، وكانوا يبذرون فيها أنواع البذور فتأتي آية في الصلاح والنمو وفجرت فيها الأنهار وكانت الأرض قابلة لكل ما يودع فيها من القمح والبطيخ والقثاء والرمان والذرة والدخن وغير ذلك، ولا سيما النخل وسائر الفواكه. وقامت الأمة يتسابقون إلى مثل ما عمل، وهؤلاء كآل رواف وصالح بن عبد الكريم بن طويان. وما زالت العاصمة تزحف إليها حتَّى أصبحت إحدى حاراتها، وكانت عائلته لا تزال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015