المذكور رجع إلى مسقط رأسه قرية الشماسية فأقام فيها يمارس البيع والشراء، وقد يتولى أعمال الزراعة والحراثة والفلاحة ويزاول أعمالها لأن أسرته إذ ذاك فيها. ولمَّا أن كان في سنة 1338 هـ انتقل بعائلته إلى مدينة بريدة لأنَّه قد تزوج إذ ذاك وولد له أولاد، فعمر بيتًا في جنوبي بريدة وسكنه وفتح دكانًا للبيع والشراء يسترزق الله ويستمطر سحائب كرمه، ثم أنَّه ترك ذلك وانتقل إلى الحراثة والمساقاة فسكن في مزرعة في صباخ بريدة المسمى فيحان وكانت هذه المزرعة من أكبر ضيعة إذ ذاك في فيحان، وتعرف بمزرعة عيسى فكان فيها ما شاء الله ثم أنَّه عَنَّ له بعد ذلك أن يمارس التجارة في السفر والضرب في الأرض لطلب الرزق فترك الزراعة وجعل يسافر بالتجول من بريدة إلى الرياض والإحساء وإلى الخليج العربي، وذلك في عام 1346 هـ. واستمرَّ على ذلك أربع سنوات ويصحبه نجله صالح بن إبراهيم. ولما أن كان في سنة 1350 هـ انتدبه الملك عبد العزيز لخرص نخيل الإحساء فكان يزاول هذا العمل بتمام المقدرة والعلم والمعرفة ثم أنه ترك ذلك ورأى أن يعمل في الحراثة والفلاحة لأنَّه يؤثر ذلك وله حظ من الزراعة والفلاحة ولما في ذلك العلم الخيري من صدقات وإحسان يجود بها الضمير وقد لا يجود لأنَّ بعضها يخرج بالغلية ويثيب الله صاحبه وتصل إلى كل ذي كبد رطبة من البشر والطيور والبهائم. ولما منحه الله تعالى من سخاوة النفس ورحابة الصدر في وقت كانت الأمة بحاجة إلى ذلك ففلح النخل المسمى بالشقيري ملكًا كان لمنصور بن رميح على ضفة مدينة بريدة الغربية. وبصفته كذلك فإنَّه أصبح مأوى لطلاب العلم وأهل الفضل ينتابونه للوضوء والاغتسال والزيارة والذكرى لأحاديث الرسول وسيرة السلف الصالح. وكان الشيخ عمر بن محمد بن سليم يخرج مساء في تلك الآونة فيتوضأ ويغتسل من تلك المياه وكان الفلاح إبراهيم بشوشًا بكل من يراه في النخل ثم أنَّه رأى أن يغرس غراسًا وأشجارًا عملًا بقوله - صلى الله عليه وسلم -: "من نصب