عن بلادهم وتطهير أرضهم من الدخلاء والأنذال وامتشقوا الحسام وثبتوا في الحروب وكانوا يلاقون صنوفًا من العذاب على أيدي زبانية ديجول ولم يكونوا أمام خصم شريف يرعى للعهود والمواثيق حرمة بل كان غادرًا. فلقد مضي على كفاح الجزائريين سنون طوال، وكان من الواجب أن يعطف عليهم من ليس في قلبه رحمة ولا إنسانية، وإنما خشية من العار، ومع هذا فإنَّ هيئة الأمم المتحدة لم تتخذ إزاء هذه المشكلات أي قرار من شأنه رد الحق إلى صاحبه وإعادة الجزائر عربية حرة. ولم تتحرك الأمم المتحدة وتضع حدًّا للدماء في الجزائر. فأين الحرية التي تزعم أنَّها تسعى لها؟ وأين الاسم الذي سموا به أنفسهم. هذا وقد قال العلي العظيم، الإله الملك الحكيم في محكم كتابه العزيز ومبرم كلامه البليغ الوجيز: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيرِ حَقٍّ إلا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَويٌّ عَزِيزٌ (40)}. نعم أخرجوا من ديارهم وأوذوا وقتلوا وشردوا وسجنوا، ولم يكن أمام العدو الباغي من يذود عن أولئك الضعفاء المغلوبين الذين تغلب عليهم عدو لئيم منتقم كأنَّه جاء إلى فلسطين ليأخذ بالثأر لأصحابه الهالكين الذين أخرجتهم شجاعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وشجاعة أصحابه من المدينة المنورة لسوء فعالهم وقبح نواياهم فكأنهم بفعالهم بأهالي فلسطين في القرن الرابع عشر منتقمون. وإنَّ الله على نصر أولئك الضعفاء لقدير. وهذا إظهار القوة والمنعة والغلبة من جانب الله عزَّ وجلَّ لمن كان معه والتجأ إليه. فهو القادر على نصرة المغلوبين وفيه البشارة بأنَّه وإن ضعف عدد المؤمنين وعددهم وقوي عدد الكافرين وعددهم فإنَّه ركن المؤمنين والثائر لهم والمنتقم من عدوهم. فعليهم بذل الأسباب ومنه النصر. وقد يتأخر النصر لتبذل الأمة ما في طاقتها من قوة وما تملكه من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015