ليحملوهم على الهجرة من بلادهم التي عاشوا بها وهي مسقط رؤوسهم وبلاد آباءهم وأجدادهم. وقد سبق في سنتي 1367 و 1368 هـ ما يشفى عن مطامع اليهود وخيانتهم والحرب التي بينهم وبين العرب، وسيأتي على ممر السنين ما حصل منهم والعياذ بالله من الأذى وسوء المعاملة للعرب بتأييد أمريكا وبريطانيا لها.
أما ما كان من الحروب بين فرنسا والجزائر فقد استمرت ست سنوات ذهب ضحيتها ما يزيد على مليون من أهل الجزائر واعتقل في السجون والتعذيب بأقسى معاملة ما يزيد على مليونين. هذا إلى العدد الكبير من المشردين واللاجئين في تونس والمغرب وغيرهما ذلك بأنَّ فرنسا المزود جيشها بأنواع الأسلحة الحديثة الفتاكة والمعدات الرهيبة لم تكتف بهذه المعدات القوية الرهيبة وإنما جاؤوا بمساندة الأوروبيين المسلحين واستطاعت الجزائر أن تحارب هذه الجنود المتظافرة التي هي عبارة عن حلف الأطلسي بكامله بطائراته ودباباته وجنوده ومساعداته المختلفة، ذلك الحلف المشؤوم الذي يناصر فرنسا الباغية ويضع تحت تصرفاتها قواته الضخمة لتنكل بالأحرار المجاهدين وليمعن في حرب الإِبادة التي تشنها في الجزائر. ومع هذا فلم يهنوا ولم يستكينوا وإنما ناضلوا بقوة إيمان وثبات جنان دفاعًا عن حقوق مسلوبة وصمودًا أمام النساء أن تنتهك والذراري أن تعدم لم يتخاذلوا ولم يتقاعسوا وقد رأوا من الوحشية وصنوف العذاب والتعذيب ما لا يصدقه العقل. ولقد كانت الطائرات تصب عليهم القنابل كما فعلت بالسنين التي قبل هذه، فيقتلون النساء والأطفال والشيوخ بلا حساب، ويدكون القرى بكاملها. ولكنه خاب وفشل أمام صرختهم القوية السفاح ديجول وثبت أولئك الأسود الكاسرة الذين أدخلوا الرعب في قلوب الفرنسيين حتى في قلب عاصمتهم باريس الآمنة بتضحياتهم في سبيل الدفاع