والنصف عربي من صبيحة يوم السبت صاحب الجلالة الملك وداعًا حارًا فامتطى جلالته الطائرة الملكية الخاصة العقاب يرافقه بعض أفراد بيته الكريم وحاشيته وكبار موظفي الديوان قاصدًا إلى الظهران وكان وصوله بعد ذلك إلى البحرين في الساعة الثامنة عربي والدقيقة الخامسة والأربعين من صباح يوم الأحد 8 شعبان فحيته حامية المطار بإطلاق إحدى وعشرين طلقة كما كانت أسراب من الطائرات الحربية تواكب الطائرة الملكية عند قدومها إلى تلك البلاد كما أطلقت باخرة القيادة البحرية الأمريكية المعقودة للأميرال بجه إحدى وعشرين طلقة تحية لضيف البحرين ولقد ألقى أمير البحرين خطابًا عبر فيه عن بعض ما يخالج نفوس آل خليفة من بهجة وسرور ويغمر أفئدتهم من غبطة وسعادة وأطال وقد زار صاحب الجلالة المدرسة الثانوية بالمنامة وتجول في الصفوف وهو يستمع إلى المدرسين وهم يلقون على شباب تلك البلاد ورجال مستقبلها الدروس كما أنَّه تناول القهوة عند الوجيه السعودي الوزير المفوض عبد الرحمن القصيبي واجتمع في اليوم الثاني بالمقيم السياسي البريطاني في الخليج ومعه المعتمد البريطاني حيث كانت زيارة الملك العظيم السعودي حدثًا عظيمًا في تاريخ تلك البلاد وأنَّ الجميع هناك يذكرون بالاعتزاز والفخر والغبطة أنَّ بلادهم لم يسبق لها نظير هذا الاحتفال الذي أُقيم لحامي الحرمين الشريفين.

ولقد بلغت الحال بأنَّه لا توجد دار واحدة من دور هذه الجزر العربية لم ترفع العلم السعودي على شرفاتها ولا يوجد بها محل تجاري واحد لم تزين مدخله الأعلام والأنوار. ولما أن وصل إلى الباكستان استقبل فيها استقبالًا باهرًا وتلقى فيها ألعابًا ضخمة جعلت الجماهير تهتف بهتاف مدوي بأنَّه أمير المؤمنين وخادم البيت الحرام وحامي الحرمين الشريفين وأمير العرب وكانت اللوحات التي زينت بها الشوارع في كل مكان تحمل مثل هذا التكريم وكانت الصحف الباكستانية عن بكرة أبيها تلقب جلالته بمثل ذلك وآخر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015