فبذلك أصبح البلدان يستقبلان هذا الحادث من تأييد المودة بين البلادين بكل سرور وهناء.
كان منجم ظلم هذا واقعًا في صحراء واسعة وسط سهل منبسط يبعد عن مكة بحوالي 447 كليلو متر، ويبعد عن جدة حوالي 425 كيلو متر، ويبعد عن الموية جنوبًا بحوالي 65 كليلو متر، ويرتفع عن سطح البحر بما يقرب من ألف متر، وقد بدأت الأعمال فيه منذ ثلاثة أعوام ونصف، وكانت مقتصرة على الإنشاءات والاستعدادات، ولكن عملية الحفر لم تبدأ فيه إلَّا قبل بضعة شهور، وكان لما كان عمقه مائة قدم ومعدل ما يستخرج منه في اليوم من المواد الخام 75 طنًا، وكل طن من هذه المواد يستخلص منه نصف أوقية ذهب خالص، ويزداد ما يستخرج منه حتَّى بلغ عمقه ثلاثمائة قدم، وكان يقوم بالعمل به في هذه السنة 540 عاملًا.
وقد أقيم احتفال عظيم في يوم الجمعة 27/ 6/ 1372 هـ برئاسة وزير الدولة حمد السليمان وحضر لذلك الأعيان والكبراء، وكان رؤساء المدعوين قدموا إلى المنجم بطائرة ثم أقلتهم السيارات، ولما أن هبطوا إلى قاع المنجم شد الجميع حينئذٍ ما كانوا يصبون إليه شهدوا نفقًا طويلًا على شكل سرداب ورأوا الجبل من جميع جوانبه في تخوم الأرض أحمر اللون براقًا، إنه لذهب ولكنه ذهب بين أحضان التراب، وشهدوا الماء ينهمل من هذا الجبل كأنه رذاذ كما شهدوا العمال السعوديين يتولون مهمة الحفر في هذا الجبل، وشهدوا قضبانًا حديدية ممتدة على أرض المنجم، تسير عليها عربة حديدة يملأها العمال من ذلك التراب الخام الذهبي، ثم يصعد بها أصنصير إلى سطح الأرض حيث تأخذ طريقها إلى المطاحن، ثم صعد الجميع إلى سطح الأرض عند فوهة المنجم ليشاهدوا عملية الطحن في مطاحن الحديد تديرها مكائن صخمة، وشاهدوا بعد ذلك صهر الذهب في بواتق كثيرة في مكان أعد للصهر يبعد عن المنجم بضعة أمتار، وعملية الصهر هذه في البواتق هي