رواتب شهرية بقدر مائتين ريال، وقد رخصت الأسعار فاكن صاع البر في ريال ونصف بعدما كان في أربعة ريالات، وصاع الذرة في ريال بعدما كان في ريالين ونصف، كذلك الأرز فقد نزلت قيمته إلى ثلاث ريالات، كما أن السكر والشاي وسائر الأشياء قد نزلت قيمتها وسهل تناولها.
وفيها في برج الدلو وقع برد شديد جمدت له المياه، وصعب أمره على الخلق، حتى جاءت الأنباء على التحقيق من أهل الخبرة والمعرفة والرصد أنه لم يأت في هذه السنين المتأخرة قبل هذه السنة منذ خمس وعشرين سنة مثله، ونزل على ناحية الشمال في محادة المملكة السعودية ثلج كثير هلك لأجله أمم كثيرة، فسبحان من غلبت قدرته قدرة كل مقدور، هذا وقد توالت الصدقات من الحكومة للشعب برًا وذرة وتمرًا وغير ذلك.
هذا وقد كان أهل الوظائف في رتبهم، فكان على وزارة المالية عبد الله بن سليمان بن حمدان، وقد نال تمام الثقة لدى جلالة الملك عبد العزيز، ويعتبر رجلًا عظيمًا نبيهًا ماهرًا، أضف إلى ذلك أنه حظي في مقامه ذلك، وكان على إمارة المقاطعة الشرقية صاحب السمو سعود بن عبد الله بن جلوي، وكان ندبًا حازمًا قد سلَّ السيف على عنق كل معتدٍ، حتى أصبحت تلك المقاطعة تتمتع بالأمن والطمأنينة، ومن أعظم الأمراء الذين في معيته تركي بن عبد الله بن عطيشان، وكان من أهالي بريدة في القصيم، وكان على إمارة المقاطعة الشمالية صاحب السمو الأمير عبد العزيز بن مساعد، وكان رئيسًا على عدة إمارات في تلك المقاطعة، وكان الأمير فيصل بن جلالة الملك هو النائب العام على مكة المشرفة وما يليها، وكان على إمارة مقاطعة القصيم صاحب السمو عبد الله بن الأمير عبد العزيز بن مساعد، وهكذا.
أما القضاة والعلماء فكان في رئاسة القضاء في الحجاز والمنطقة الغربية فضيلة الشيخ عبد الله بن حسن آل الشيخ.
وأما فضيلة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ فكان في الرياض ينتابه الأهالي والغرباء ويترددون إليه لاستفراغ منطوقه، وكان وفقه الله فوق ما يقال عنه علمًا وأدبًا وصبرًا.