باستقلالها، ثم نالت لبنان استقلالها، وذلك بعد جهاد شريف في جمادى من هذه السنة رغم المدافع التي صوبها المجرمون إلى قلب العمران والآمنين من السكان في دمشق وحماة وحمص.
ولما أن عقد مؤتمر الأمم المتحدة في سان فرانسيسكو في 13 جمادى الأولى 1364 هـ ودعي له مندوبو الحكومات للاشتراك في السلام والطمأنينة، لم تمضِ سنة حتى بدأ الخصام بين أقطابها، هذا يبغي مغنمًا يروي به غلة دولته وإشباع نهمها، وذاك يحاول إحباط مساعي غيره في احتكار النفوذ في الجامعة، وغير ذلك من الأغراض.
ومن أعظم المشكلات مهمة فلسطين التي هي من أهم ما يشغل أفكار المسلمين والعرب، ولقد تكلم عنها صاحب الجلالة المعظم الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن ابن سعود على رؤوس الأشهاد في نحو من خمسمائة من أعيان حجاج بيت الله الحرام بدعوة عقدت لذلك، وباح بما عنده وقوبل من الحاضرين بالانتباه والتقدير وحسن الإصغاء، ومن كلامه أنه قال:
إن مسألة فلسطين هي أهم ما يشغل أفكار المسلمين والعرب في هذه الأيام، وهي المسألة التي يجب أن تكون موضع عناية الجميع ومدار اهتمامهم، ومع أنني لا أحب كثرة الكلام وأفضل على الدعاية للعمل الصامت المثمر فإنني أقول بصراحة أن السكوت عن قضية فلسطين لا يوافق المصلحة، وقد سبق لي أن تكلمت مع أركان الحكومة البريطانية، كما تحدثت مطولًا مع الرئيس روزفلت، وذكرت بكل صراحة الحيف الذي أصاب به إخواننا عرب فلسطين والإعنات والقهر الذين أخضعوا لهما، وطلبت وطالبت من الرئيس الراحل إنصاف عرب فلسطين إن لم يكن بالمساعدات الفعلية فعلى الأقل بالوقوف على الحياد وعدم مساعدة اليهود عليهم إلى آخر كلامه الطويل البليغ الذي يدل على عظمته، كيف وقد وقع ما كان يتوقعه.
وفيها كثر الجراد في نجد وكثر الدباء، فقام لذلك أهالي القصيم يكافحونه بالقتل والزبي، وجعل أهل بريدة يخرجون كل يوم لضواحي القصيم ألفًا وخمسمائة من الرجال لذلك.