ولولا إمام الحق عاهل يعرب ... بتوفيق رب العرش بالحق قائم

لأصبح علمٌ في الحضيض وأهله ... لكثرة من في صرحه اليوم هادم

وبث رجال العلم في كل بلدةٍ ... وقد نهضت بالنابغين العواصم

ولا سيما جازان مركز عدله ... وأنعامه فيمن تضم التهائم

وكافأه الرحمن عنا بمثل ما ... أجاز به من للنبيين خاتم

وأيده في دولةٍ عربيةٍ ... قواعدها دين الهدى والدعائم

وأنجاله والرافلين بظله ... على نعم خطت ثراها المكارم

ومن مرثية الشيخ عمر بن صالح الوسيدي في شيخنا المترجم نذكر أبياتًا:

فلا خير في الدنيا وهذه حالها ... تقضت سريعًا آذنت التناقل

وهذا زمانٌ قد أبيد خياره ... كسلك نظام فاضلًا بعد فاضل

ومفضول هذا الناس أصبح فاضلًا ... وفاضلنا قد صار تحت الجنادل

هو الشيخ من سمي بفاروق وقتنا ... سمي أبي حفص كثير الفضائل

سلالة آل من سليم أطاهر ... تقيًا نقيًا ناسكًا غير كاسل

تبحر في فن العلوم جميعها ... يقررها في الناس بين المحافل

أصولًا وفقهًا والفرائض بعدها ... علوم الحديث عالم بالدلائل

كذلك نحو والحساب وغيره ... خبير بتدقيقها والجلائل

فكم بدعةٍ شنعًا أزال ظلامها ... وكم سنة أحيا بها موت جاهل

مجالسه معمورة كل لحظةٍ ... بليل نهار في الضحى والأصائل

وينتابها الطلاب من كل وجهةٍ ... فكم باحث فيها وتال وسائل

فوا لهف نفسي من رسوم قد انمحت ... وأقفرت منا رياض المسائل

سقتها رياحٌ للشمال وبعدها ... رياح جنوب والصبا والمقابل

فواحر قلبي ويا عظم حسرتي ... تفتت كبدي بل وهاجت بلابل

أقلب جسمي في الفراش كأنني ... لديغ بسم من أفاع قواتل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015