ابن سليم الذي لله قد سلمت ... له العقيدة في الإسلام واشتهرا

الناشر العلم بالتعليم محتسبًا ... ملازمًا حضرا لذاك أوسفرا

إليه تضرب أكباد المطي لأخ ... ذ العلم عنه تجوب السهل والوعرا

القائم الليل للرحمن نافلةً ... مرتلًا خاشعًا لربه السورا

ينهى عن المنكر والآثام يأمر بالمـ .... ـــــــروف من بعدما بفعله ائتمرا

فنور الله قبرًا حله كرمًا ... وجاده صيب الرضوان منهمرا

وفقد أهل التقى والعلم سادتنا ... رزيه تورث النقصان والضررا

فنحن في زمنٍ زادت مصائبه ... والخير أصبح من تحت الثرى قبرا

فالعلم يرفع والجهل المضرطما ... بحرٌ له ظلٌ فيه المرء منغمرا

ورفعه بممات الحاملين له ... قد جاء ذلك فيما قد روى خبرا

عن النبي عليه الله خالقنا ... صلي وسلم ما نجم بدا وسرا

والآل والصحب أهل الصدق أجمعهم ... والتابعين ومن للدين قد نصرا

وقال السيد علي السنوسي قاضي جيزان السابق هذه المرثية البديعة في شيخنا المترجم، وهي من بحر الطويل:

أحقًا توفى في ريا النجد عالمٌ ... وضمته أقطار الثرى والمعالم

نعم عمر الفاروق ابن محمدٍ ... توفى فما حيٌ سوى الحق دائم

فكم أمم قد أصرع الموت قبله ... فلم تغنٍ عنهم دورهم والعواصم

وآثارهم ما بين شرق ومغربٍ ... لنا عبرة منها حصيد وقائم

فكيف بقاء الفرع والأصل ذاهبٌ ... بما قد مضى من أعصر فهو أدهم

ونعلم أن الموت حق وإنما ... لنا أملٌ في فسحة العمر هائم

ويغتر في غصن الشباب أخو الهوى ... وينسى لما تجنى عليه الجرائم

ولا يرعوي فيما يرى من مصارعٍ ... لأقرانه حتى يفاجيه هاجم

فلا أسف أن مات يومًا فإنَّه ... كما عاش في الدنيا تعيش البهائم

ولكن يموت العلم في موت أهله ... ويقبض حتى يعوز الناس عالم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015