ويعرفون شعابهم، وما زالت تلك المعارك متطاحنة، فلا المارشال جوكوف قد استطاع أن يسحق القوات النازية ويجلوها عن حصار موسكو، ولا المارشال فون كلوغة قد تمكن من احتلال العاصمة الشيوعية موسكو، هذا وما كان الشعب الألماني ليعلم حقيقة الحال، غير أن الزعيم هتلر قد عجت إذاعته بنصر ألمانيا، واستمرت الحال إلى مساء 21 من تشرين الأول 1942 م.
فهذا ما يتعلق ببعض المقصود، ونرجع إلى بقية أخبار السنة.
ففي آخرها نقل الشيخ عبد الله بن عمر بن دهيش من قضاء حائل إلى مكة المكرمة وشفع بالشيخ محمد بن عبد العزيز بن مانع يشاركه النظر في مسائل القضايا الشرعية في الحجاز، فكانا متعاضدين في العمل الذي يباشره ابن مانع وخلفه في قضاء حائل الشيخ حمود بن حسين الشغدلي، فالله المستعان.
ففيها أعيدت في سوريا الحياة النيابية وشكلت حكومة وطنية وانتخب الرئيس شكري القوتلي رئيس للجمهورية، فاستمرت الحال حتى انتهت الحرب.
وفيها توالت الغارات التي شنها السلاح الجوي البريطاني على برلين وعلى أمهات المدن الألمانية، وهي أول غارة شنيعة من نوعها خربت زهاء خمسة آلاف عمارة، وكانت تحاول في أول الأمر شل أيدي العمال عن العمل لأن جلّ مصانع الأسلحة والذخيرة كانت قد نقلت إلى سراديب شيدت خصيصًا تحت الأرض، وبقيت حتى نهاية الحرب سالمة، وجعل هتلر يتظاهر بأنه لا يعبأ بذلك وأنه سيتخذ وسائل من السلاح الحديث ما يبطل تلك الغارات.
هذا وقد انصبغت الثلوج فوق أرض روسيا الحمراء بالدماء من الفريقين، ولما أن أنزلت الحلفاء قواتها في فرنسا وتغلب الجنرال مونغمري قائد الجيش البريطاني الثامن في طرابلس ليبيا على الفيلد مارشال رومل وأكرهه على أن يتراجع بجيشه إلى تونس العربية، أمر هتلر بتخريب باريس وإحراقها يوم أن أبلغ الحاكمان