إيطاليا أعلنت الحرب عليها، وبذلك أصبح القتال يعم قارات العالم كلها ما عدا أمريكا الجنوبية، وتقدم اليابان حتى أصبحت جيوشهم تطرق أبواب الهند، وطرد اليابان القوات الأمريكية بعد نضال عنيف من جزر الفلبين واستسلمت قواتها للعدو الظافر، ولكن القوات الأمريكية بعد سقوط أول قنبلة على مينا بيرل هاربر جندت جميع إمكانياتها للحرب فبدأت معامل الصناعات تعمل لمدة 24 ساعة كل يوم، ووجه روزفلت إلى الكونغرس الأمريكي في كانون الثاني للكشف عن منهاج التسلح الذي لم يجهله العالم، فأنتجت معامل أمريكا ستين ألف طائرة وخمسًا وأربعين ألف دبابة وعشرين ألف مدفع مضادة للطائرات، وجندت خمسة وعشرين مليون مقاتل في هذه السنة المذكورة، ولسان روزفلت الحالي يقول:
ألا لا يجهلن أحدًا علينا ... فنجهل فوق جهل الجاهلينا
فمنهم الأمير أخو جلالة الملك عبد العزيز وهو محمد بن عبد الرحمن بن فيصل بن تركي الهمام المقدام وابن السادة الكرام، كان شجاعًا فاضلًا، وممن باشروا الفتوحات مع أخيه الملك، بل هو أحد النقباء الذين سطوا على عجلان وذويه وجرعوهم كؤوس الحمام، كان أسنّ من الملك ومأمون التقلبات، تقيًا ناسكًا مهيبًا، يسير بأوامر صاحب الجلالة أخيه، بل كان عونًا له في مهمات الأمور وعضده الأشد، وحضر معه جميع حروبه، وعاش عزيزًا ومات عظيمًا، ولما توفى صلى عليه المسلمون في سائر الأقطار بالنية، وكتب الملك كتابًا إلى سائر الرعية بأن من كان له دين على أخيه أو حق قديم أو حديث فليتقدم بحجته لقبض ماله عليه، وكان له من الأولاد خالد، وقد توفى قبله كما تقدم، وله فهد بن محمد، وكان فهد صائدًا ماهرًا، ومن أنبل آل سعود، وهذه صفة المترجم:
كان ضخمًا طويلًا عليه آثار النجابة والمكارم والشجاعة والعظمة والتقدير.
وممن توفى فيها من الأعيان أيضًا نائب الحرم الشريف ومدير الأوقاف العام،