ومن الآثار فيها مسجد قبا وبئر أريس وبئر معونة وبيرحاء، ووادي العقيق وأحد، والشهداء والبقيع، فلو رأيت تلك الآثار لتذكرت النبي المصطفى المختار - صلى الله عليه وسلم - وعهده وما كان عليه، ولسكبت الدموع من المحاجر، وتردد الشهيق في الحناجر.
ولقد زادت الحكومة السعودية في الاحتفاظ بحجرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وبذلت جهودًا في تنظيف المسجد النبوي وحراسته، وفرشه بفرش مثمنه، وإضاءته بالكهرباء والثريات، وعمّرت المسجد عمارة ضخمة على الطراز الحديث، وأوسعت أروقته وفتحت شوارع محيطة به على أكمل وضع وأتم تركيب، بحيث نقول لا تستطاع الزيادة على هذا التحسين فأصبح المسجد النبوي كروضة من رياض الجنة، وكان يرجع تاريخ عمارته على شكله قبل العمارة السعودية إلى عهد السلطان مراد خان سنة 998 هـ، ثم عمّره السلطان عبد المجيد، أما المساجد فيها بعد قبا، فمسجد الجمعة سمي بذلك لأنه أول مسجد صلى فيه الرسول - صلى الله عليه وسلم - أول جمعة بالناس، ومسجد الفتح، ومسجد الأحزاب، وأقيم في المكان الذي دعا فيه الرسول على الأحزاب في غزوة الخندق فاستجيب له، ومسجد القبلتين، ومن الآثار بئر رومة التي اشتراها عثمان بن عفان وأوقفها على المسلمين، ونجد على أهل المدينة وعساكرها الهدوء والسكينة والرفق واللين، وقد ملئ المسجد النبوي بالساعات والهدايا.
ومن مدن الحجاز الطائف الذي هو مصيف الحجاز لا سيما أهل مكة، وهو مدينة تقع في الجنوب الشرقي من مكة، وجو هذه المدينة معتدل للغاية، ومياهها غزيرة، وتكثر فيها الخضراوات والفاكهة، وتنمو فيها الأزهار التي يستخرج منها المياه العطرية.
أما ينبع فميناء المدينة المنورة وتقع على ساحل البحر الأحمر.
وتنقسم إلى قسمين ينبع البحر، وينبع النخل، وكانت هذه واحة كثيرة النخيل آهلة بالسكان وحوالي جهات الحجاز الشمالية تبوك وخيبر والعلا وتيماء وغالب مدن الحجاز تسقيها عيون كعين الزيمة وعين الشرايع وغيرها.