وفيها وقع برد مخشرم له شعب على مدينة بريدة مساء، وكانت سحابته قد أقبلت من الجهة الجنوبية، فجعلت تنساق بإذن الله تعالى إلى جهة الشمال حتى توسطت الجو، فسمع لها وجبة عظيمة، ثم إنها ألقت وابلًا من البرد على تدر بيض الدجاج، غير أن الله وقى بفضله الثمار عن ضرره.
وفيها رجع الفارسي المشار إليه في السنة المتقدمة، وقد كان سافر فأعاد الكرة على القصيم واستمر في قصصه، غيى أنه شوش على العامة في العقيدة، وكان ضرره أكبر فبادرت الحكومة إلى سحبه من القصيم نزولًا لرأي الأمة، فغادر القصيم إلى فارس.
ففي تلك الآونة جرت ثورة في الكويت وذلك كمالاة الأهالي يريدون بها خلع حاكم الكويت أحمد بن جابر بن صباح، فسعوا ضده لتنظيم حكومة جديدة، واغتنموا فرصة غيابه للنزهة والفرجة ففتحوا الخزائن وعينوا أميرًا وسنوا نظامًا جديدًا، فلما أن علم أمير الكويت بما جرى وأن الأمر قد قضي بليل فزع إلى ابن سعود يطلب منه المناصرة على ما دهمه، وكان يخشى أن يأتي إمداد من العراق لمساعدة الثائرين، لأنه قد لا يؤمن أن يكون ثم مؤاطة، فقام جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن لمساعدة ابن صباح الذي قد تحسن ما بينه وبينه من الجوار، وقد طالما تربى قديمًا بساحتهم فساق قوة كافية سدَّ بها طريق العراق، وأخذ يدأب في قمع الثائرين ضد ابن صباح، ولما قدم بعض المدافع والرشاشات والمصفحات ورأى الأهالي سلاح ابن سعود لم يجدوا بدأ من التسليم، فسكنت الثائرات ودخل الأمير أحمد بن جابر بن صباح البلد ظافر وفاتحًا، ومما هو جدير بالذكر بأن الأمير المشار إليه لم ينكل بأولئك الثائرين، بل عفى عنهم وانطفأت الفتنة بحول الله تعالى وتوفيقه.
ففيها في عاشر صفر وقت طلوع الفجر منه، وذلك بكرة يوم الجمعة توفى الشيخ وهذه ترجمته: