العلماء ببضاعة آبائهم، وقلَّ العلماء، وعدم الاعتناء من المرسومين في هذا الرسم، فلا حول ولا قوة إلا بالله العي العظيم، وهذا أمر قضاه الله وقدره، ومن سبر حالة طالب العلم في زمننا هذا فإنه لا بد أن يصده عن الطلب حقيقة، أما جمع الدنيا والسعي في نيل حطامها والانهماك في تحصيلها من كل الجهات فتشغله عما هو في صدده، وأما أن يختطفه الموت فتصاب به الأمة ولا يخلفه غيره، فبذلك انتزع العلم بموت العلماء وزهد بنو الزمان بتلك البضاعة والسير في طريق الإضاعة، وإذا رأيت حالتنا فإنها تؤسف، فقيرنا لا يرحم، وغنينا لا يعطف، وكبيرنا لا يتواضع، وصغيرنا لا يتأدب، ونسيت الحقوق، وأهملت التقاليد الطيبة، وعشقت التقاليد الأجنبية، فعياذًا بالله من السوء.

وفي هذه السنة تعين أحمد سالم الجوهري مديرًا لمعمل كسوة الكعبة المعظمة، فقام بأحسن القيام بها، وكسيت الكعبة في هذه السنة بكسوة في غاية الجمال والإتقان على نفقة الحكومة السعودية، فازداد سرور الجميع بذلك، وحج بالناس جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن، وحج من أعيان أهل نجد الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف، والشيخ عمر بن محمد بن سليم قاضي بريدة، وفيها حجتنا للفرض، ولله الحمد والمنة.

ثم دخلت سنة 1352 هـ

استهلت هذه السنة بانتصار سيد الجزيرة، ففي 2 محرم الموافق للاثنين قدم الوفد الموفد من جميع الدول الإسلامية بأسباب مناشدة يحيى للوساطة في إيقاف الحرب بينه وبين ابن سعود، فبادر المؤتمر الإسلامي بانتداب وفد مكون من صاحب السماحة أمين الحسيني رئيس المجلس الإسلامي الأعلى بفلسطين، وصاحب الدولة هاشم بك الأتاسي رئيس الوزارة السورية سابقًا، ومحمد علي علوبه باشا وزير الأوقاف المصرية سابقًا، والأمير شكيب أرسلان، يرافق الجميع الأستاذ علي أفندي رشيد سكرتيرًا للوفد، ولما أن قدم هذا الوفد إلى جدة في اليوم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015