فأجابه الملك الأول بقوله: "أفلا يكون عبدًا شكورًا" فدعا له الوالد وذكر له أنه قد تكرر رؤية ذلك قبلها، ونسأل الله أن يمن علينا وعليك بفضله.
وكنت أشاهد من أعماله وأخلاقه الطيبة ما يرجى له معه الفوز بالجنة والنجاة من النار، فقد لبث عشرين سنة لا يصلي إلا خلف الإمام في الصف الأول فلا تفوته تكبيرة الإحرام، وله عادات مستحسنة: فكان يفطر الصوام في شهر رمضان، ويطعم المعتكفين في العشر الأواخر منه، وقد يضحي بسبع ضحايا لنفسه وأقربائه، وكان مكرمًا لأنجاله وأحسن تربيتهم وقدمهم لتعلم القرآن والسنة، وإذا رأى منهم مجتهدًا فرغ باله وقد كفاهم مؤونة الدنيا، وزوج البالغين، وقام بحجهم فجزاه الله خيرًا، وكان له ذوق في شراء الكتب الدينية وتقديمها لهم ويطالع، وكان مولعًا بتلاوة القرآن ويحب الصوت الحسن وقد يجعل جائزة لمن حفظ من أبنائه القرآن عن ظهر قلب، ويحب الشعر النبطي، ويلهج بالحكمة، وكانت وفاته في آخر رمضان من هذه السنة وخلف أبناء صالحين، فمنهم: الشيخ عبد المحسن وسيأتي ذكر ترجمته، وأما الشيخ عبد الرحمن فقد توفى قبله ومرَّ شيء من ترجمته، ومنهم المؤرخ وغيرهم، وتوفى قبله عبد العزيز، وكان له خمس بنات، مات عن أربع منهن، وغالب ذريته كانوا صالحين.
وممن توفى فيها من الأعيان: سادن الكعبة "عبد القادر الشيبي، (?) وهذه ترجمته: