إلى الله نشكو ما دهى من مصيبة ... وما مسنا من فادحات النوازل

فحمدًا على مر القضاء وحلواه ... وشكرًا لمولانا على كل نازل

صبرنا وسلمنا له الأمر كله ... على كل حالٍ في الرخا والنوازل

لقد عمنا كردبٌ شديدٌ ومفظعٌ ... وقدنا لنا رزء وإحدى البلابل

سقى قبره ربي من الروح ديمةً ... مع العفو والرضوان هتان هاطل

وألحقه بالسالفين على الهدى ... على الشرعة الغرّاء بأعلى المنازل

لقد كان في الدنيا وحيد زمانه ... يقيم منارات الهدى بالدلائل

مجالسه طابت فعادةً بحكمةٍ ... مؤيدةً بالله عن كل باطل

عليها البهاء والنور كالشمس ساطعًا ... مسددةً محروسةً عن غوائل

يقص علينا من رقائق وعظه ... كما الصيب الهطال يهمي بوابل

يقرر توحيد العبادة معلنًا ... ويشرحه بين الورى في المحافل

ويدعو إلى التوحيد لله مخلصًا ... يريد الجزاء يوم اللقا والتعامل

يدين بقال الله قال رسوله ... وقول ذوي التحقيق من كل فاضل

على السنة الغراء يسير بعزمة ... ولم يثنه في الله عذل العواذل

وما صدَّه خوفٌ من الخلق أو رجا ... لما عندهم من تالد المال عاجل

له همةٌ تأبى الدنية والردى ... وتنأى عن الفحشاء وقرب الرذائل

كساه إليها مولاه أجمل حلةً ... له هيبةٌ عند الملوك الأماثل

لقد كان بكاءٌ وقد كان خائفًا ... وقد كان مأمون الأذى والغوائل

مديمًا على بذل النصيحة جهده ... على كل حالٍ في الضحى والأصائل

وقد كان في الدنيا لنا خير مؤنسٍ ... يرغب في الأخرى وحسن الشمائل

يقص علينا من كلام إلهنا ... ومن سنة المختار أسنى الدلائل

يرغبنا قولًا وفعلًا بجهده ... إلى السنة الغراء ورفض الرذائل

ويحكي لنا جل الظرائف آثرًا ... عن العلماء العاملين الأماثل

إذا قرر التوحيد أطرب من له ... فؤادٌ يسلم نوره كالمشاعل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015