ابن عبدان قاضي الزلفي، والأخ في الله ذو الأصل والتوحيد محمد بن صالح المطوع، وأخذ عنه الشيخ سليمان المشعلي، وأخذ عنه الحافظ فهد العيسى قاضي الشبيكبة، وأخذ عنه عثمان بن حمد بن مضيان قاضي أبو عريش، وأخذ عنه محمد ابن حمد بن مضيان، وأخذ عنه خلق كثير، وسيأتي في ترجمة أخيه عمر ذكر تلامذتها، ومن أشهرهم: الشيخ عبد العزيز بن إبراهيم العبادي، ورجل الدين والعلم عبد الرحمن بن عبد العزيز بن عويد.
ولما توفاه الله تعالى صلى عليه المسلمون ضحى في جامع بريدة وازدحم الرجال والنساء وأقبلوا كأنهم السيل المنهمر، وقد حضر جنازته خلق كثير، ودفن في المقبرة الجنوبية، وكان الذي تولى إمامة الناس أخوه فضيلة الشيخ عمر، وحزن لموته أهل الإسلام في المشارق والمغارب، وصلى عليه بالنية في أنحاء المملكة العربية.
وقد قيل فيه مراثي كثيرة فنذكر منها قليلًا من كثير، فمنها ما رثاه به تلميذه أخونا عبد المحسن بن عبيد، وهي هذه:
أعبني جودًا بالدموع الهواطل ... ولا تعدا وعد العذول المماطل
فسحًا لدمع العين بالله وابكيا ... بدمع غزيرٍ عاجلٍ غير آجل
على شيخنا شمس البلاد وبدرها ... ونجم الهدى السامي جميل الشمائل
هو الشيخ عبد الله نجل محمد ... إمامٌ همامٌ فاضلٌ وابن فاضل
فوا أسفا من فقده وفراقه ... فمن مثله في الخلق بين القبائل
لقد كان طودًا للعلوم وفاضلًا ... فثلمته كبرى لدى كل عاقل
فتبًا لعينٍ لا تجود بدمعها ... على مثل شيخ المسلمين الأماثل
لقد ريعت الأنام طرًا بموته ... وسالت جفونٌ بالدموع الهواطل
وطارت قلوب المسلمين لفقده ... لدى غيّبوا في القبر فرد الفضائل
فكلًا ترى يبكي وتهمي دموعه ... لما حل فيهم من عظيم البلابل
وصلى عليه المسلمون جميعهم ... بكل ربا نجدٍ بكل المحافل
سرى نعشه فوق الأنامل مسرعًا ... تؤم به الأقوام نحو الجنادل