وقد زينت الرياض بالزينات حتى أصبحت جنة الدنيا، وفيها حارات تعتبر كل حارة كمدينة عظيمة، ومنها محلة القصمان، ودخنة ومعكال وغميتة والشميسي وغيرها.
أما ما كان عن محلة المربع الذي تسكنه الأسرة المالكة والبطحاء فحدث ولا حرج، وكان فيها حدائق ربيت فيها الوحوش، ولقد استمرت الرياض في تقدمها وتطورت في عهد الملك سعود وبعد وفاة والده الملك، وكانت حديقة الناصرية التي اتخذها الملك الحالي منتزهًا عظيمًا، وقد بني ذلك القصر على أحدث البناية الحديثة وملئ من عجائب الدنيا، وفيه أزواج من الوحوش كالأسود والنمور والفيلة والنعام وغير ذلك من ذئب وضبع وغير ذلك، ويوجد في بقية الحدائق كذلك كالفاخرية.
وكانت مدينة الرياض واسعة الأرجاء، مترامية الأطراف، ويفد إليها من الأحساء والحجاز واليمن والشام، والكويت، والعراق، والقصيم، والهند، والسند، والجاوه، والأوربيتين والأمريكتين خلق كثير، ومن قدم إليها فإنه يجد من الأعمال ما يستغرق وقته، فمن هؤلاء من يقدم إليها للتكسب والبيع والشراء.
ومنهم من يفد لطلب العلم؛ وآخرون ضيوف ووفود أضف إلى ذلك ما جعل فيها من الضيافة، والمطابخ، والنعمة، والسرور، والزينة، والبهجة والحبرة، بحيث يقدم إليها الصعاليك لا يملكون شيئًا فما تمر عليهم الأيام القلائل حتى يصبحوا أغنياء وعلى أهلها سيماء النضرة والترف، وفاخر اللباس، فلا إله إلا الله ما تسمع فيها بأذن جلبة البيع والشراء والأخذ والإعطاء وأصوات السيارات ودوي الطائرات والعساكر والجنود قد احتشدت في الشوارع والأمكنة، ولكل نجل من أنجال الملك عبد العزيز خدم وعبيد وجنود وسيارات سواء في ذلك الكبير والصغير.
وقد غرقت الجنود بالأسلحة الحديثة من بنادق ومسدسات ومدافع رشاشة وغير ذلك من السيوف والخناجر.