هُوَ الْعَالم الْفَاضِل الْعَلامَة الْمُحدث النبيه رَئِيس محدثي الْهِنْد مُحَمَّد طَاهِر بن عَليّ الصديقي الفتني نسبا وموطنا والبهرة أَي التَّاجِر شعبًا. ولد فِي بَلْدَة نهرواله سنة تِسْعمائَة وَأَرْبع عشر من الهجر النَّبَوِيَّة تلمذ أَولا على أفاضل عصره وفضلاء دهره كأستاذ الزَّمَان ملا مهته ومولانا الشَّيْخ الناكوري وَالشَّيْخ برهَان الدَّين السمهوري ومولانا يَد الله السوهي ثمَّ عزم على الْحَرَمَيْنِ الشريفين فاستفاد من علمائهما ومشائخهما كالشيخ أبي عبيد الله الزبيدِيّ وَالسَّيِّد عبد الله الْعَدنِي وَالشَّيْخ عبيد الله الْحَضْرَمِيّ وَالشَّيْخ جَار الله الْمَكِّيّ والعلامة الْفَقِيه الأصولي الشَّيْخ ابْن حجر الْمَكِّيّ مؤلف الزواجر وَالصَّوَاعِق والفتاوى وَغَيرهَا وَالشَّيْخ عَليّ الْمدنِي وَالشَّيْخ برخوردار السندي وَالشَّيْخ أبي الْحسن الْبكْرِيّ الْمَكِّيّ والفاضل التقي النقي العابد الزَّاهِد عَليّ بن حسام الدَّين الشهير بالمتقي صَاحب كنز الْعمَّال فِي سنَن الْأَقْوَال وَالْأَفْعَال وتعاطي مِنْهُ فيوضات متكاثرة وفتوحات وافرة ثمَّ إِنَّه عَاد إِلَى بِلَاده وَأقَام هُنَاكَ وَأفَاد وصنف تصانيف أنيقة مفيدة فاق على فضلاء عصره ونبلاء دهره لما اسْتَوَى السُّلْطَان أكبر وَالِي دَار الْعُلُوم الدهلي سنة ثَمَانِينَ وَتِسْعمِائَة من الْهِجْرَة على بِلَاد كجرات وَاجْتمعَ بالشيخ فَربط السُّلْطَان الْعِمَامَة بِيَدِهِ على رَأس الشَّيْخ وَقَالَهُ على نصر الدَّين وَكسر المبتدعين وَالسُّلْطَان الْمَذْكُور فرض حُكُومَة كجرات إِلَى أَخِيه الرضاعي مرزا عَزِيز بيك كوكه الملقب بالخان الْأَعْظَم فَأَعَانَ الشَّيْخ وأزال رسوم الْبدع ثمَّ إِن الخان الْأَعْظَم عزل وَنصب مَكَانَهُ عبد الرَّحِيم خانخانان وَكَانَ شِيعِيًّا فاعتضده بِهِ المهدوية فَحل الشَّيْخ عمَامَته عَن رَأسه وَانْطَلق إِلَى السُّلْطَان أكبر وَكَانَ هُوَ فِي مُسْتَقر الْخلَافَة أكبر آباد فَتَبِعَهُ جمع من المهدوية سرا فَقَتَلُوهُ فِي مَا بَين أجين ومالوه سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَتِسْعمِائَة قتل رَحمَه الله وَهُوَ إِذْ ذَاك ابْن