لذا ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ أنَّ بعض الجهمية نقل عنه أنَّه مرة يقول: إنَّ الله لا فوق ولا تحت، ولا عن يمين العالم ولا عن شماله. ومرة يقول: إنَّ الله في كلِّ مكان. فقيل له تناقضتَ. فقال: هذا مقتضى عقلي، وذاك مقتضى ذوقي ومعرفتي !! 1
يعني لما أشتغلُ بالنظر والجدل والكلام أقول: لا فوق ولا تحت. ولما أشتغل بالوجد والتعبد أقول: في كل مكان. لأنَّه إذا قال: الله لا فوق"ولا تحت ويريد أن يتعبد، فما هناك شيء يعبده.
ولهذا قال بعض السلف عن الجهمية: قد ضيعوا معبودهم.