المعنى كثيرة جداً.
فالسلف هذه طريقتهم: يبنون المعتقد، ويؤسسون الديانة على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. ومن أظهر الأمثلة على حرص السلف على تأصيل هذا المبدأ، والتأكيد عليه: أنهم يذكرونه حتى في كتبهم الصغيرة. فهذا مثلاً ابن أبي داود ـ رحمه الله ـ بدأ قصيدته"الحائية"بقوله:
تمسك بحبل الله واتبع الهدى ... ولا تك بدعياً لعلك تفلح
...
ودن بكتاب الله والسنن التي ... أتت عن رسول الله تنجو وتربح
هذه البداية لتصحيح مصدر الاستدلال، فإذا صُحِحَ المصدر أُعطِي الطالب أمثلة من أمور الاعتقاد التي جاءت في الكتاب والسنة، وبهذا يسير المؤمن مطمئناً، سوياً على صراط مستقيم.
بينما أصحاب الأهواء يتأرجحون في مصادر الاستدلال، تارة العقل، وتارة الوجد، وتارة المنطق، وتارة الرأي، وتارة الهوى، فأنى لهم أن يستقيم لهم اعتقاد، أو يصح لهم إيمان، أو يسلم لهم طريق؟!
ولهذا كان من أهم ما ينبغي أن يهتم به المسلم وطالب العلم في الإيمان والاعتقاد أن يصحح المصدر الذي يقيم عليه دينه واعتقاده.
ولأجل هذا قال المصنف:"التي نطق بها كتابه العزيز". لاحظ مقارنة بين هذه الطريقة وطريقة المتكلمين، فصفات الله الثبوتية عند المتكلمين لا مجال لمعرفتها إلا بالعقل. فمثلاً الصفات السبعة التي يثبتها الأشاعرة، إنما يثبتونها لدلالة العقل عليها، أما الصفات الأخرى التي جاءت