لكونه مأخوذاً من هذا المنبع الصافي والمنهل العذب كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
" ولا تبتغ الهدى في غيره " لأنَّ من ابتغى الهدى في غير الكتاب والسنة ضل، كما قال تعالى: {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى} 1، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:""تركت فيكم شيئين، لن تضلوا بعدهما: كتاب الله وسنتي، ولن يتفرقا حتى يردا عليَّ الحوض " 2، فالذي يتبع الهدى وهو ما في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم لن يضل.
ثم حذَّر قارئ هذا المعتقد من أباطيل أهل الأهواء فقال:
" ولا تغتر بزخارف المبطلين " فسمَّى ما عند المبطلين زخارف، وذلك لأنَّه باطل مردود يأباه كلُّ مسلم، لكنَّ أهل الباطل لا ينفِّقون باطلهم إلا بإلباسه لباس الحق وزخرفته وتزيينه وتنميقه؛ فينفق على جهال الناس وعوامهم، ويغترون به. فكلُّ حق لا يريدونه يسمونه باسم مستشنع، وكلُّ باطل يريدون تقريره يلقبونه بألقاب جميلة، كما سمى المعطلة تعطيلهم للصفات تنزيهاً، وإثبات الصفات تجسيماً، وكما سمَّوا تعطيلهم للصفات توحيداً، وإنكارهم للقدر عدلاً، ونحو ذلك.ولهذا لا ينبغي لمسلم أن يغتر بزخرفة القول.
قال الأوزاعي ـ رحمه الله ـ:""عليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس، وإياك وآراء الرجال وإن زخرفوه لك بالقول " 3.
" وآراء المتكلفين " وهذا فيه إشارة إلى أنَّ ما عند أهل الباطل إنَّما هو مجرد آراء، هي من نتاج عقولهم وبنات أفكارهم، ولهذا عندما يقرأ المسلم في كتاب لأهل السنة وكتاب لأهل الأهواء في المعتقد يجد صاحب السنة ينطلق فيه