الشهادة من باب الخبر، والشفاعة من باب الطلب، ومن يكون كثير الطعن على الناس ـ وهو الشهادة عليهم بالسوء ـ وكثير اللعن لهم ـ وهو طلب السوء لهم، لا يكون شهيداً عليهم ولا شفيعاً لهم؛ لأنَّ الشهادة مبناها على الصدق، وذلك لا يكون فيمن يكثر الطعن فيهم، ولا سيما فيمن هو أولى بالله ورسوله منه. والشفاعة مبناها على الرحمة وطلب الخير، وذلك لا يكون ممن يكثر اللعن لهم، ويترك الصلاة عليهم " 1. وأكمل الناس نصحاً لعباد الله وقياماً بطاعة الله هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولهذا هو أول شافع.
" وأول مشفع " أي: أول من تقبل شفاعته، ويستجاب له في شفاعته.
فهذه بعض الأحاديث، وهذا كتاب مختصر، وإلا فالأحاديث التي في بيان فضل النبي صلى الله عليه وسلم ومكانته وما خُصَّ به كثيرة جداً.