" ونعتقد أنَّ محمداً المصطفى خير الخلائق وأفضلهم، وأكرمهم على الله عز وجل وأعلاهم درجة، وأقربهم إلى الله وسيلة، بعثه الله رحمة للعالمين، وخصه بالشفاعة في الخلق أجمعين "
" المصطفى " أي: الذي اصطفاه الله واجتباه واختاره وفضله على الناس أجمعين بمن فيهم من الأنبياء والرسل عليهم السلام، فهو أفضل خلق الله عند الله جل وعلا.
الرسل كلُّهم اصطفاهم الله، كما قال سبحانه وتعالى: {اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ} 1، فتخصيصهم بالرسالة وبعثهم بالتوحيد هذا اصطفاء واجتباء، لكنَّ اصطفاء النبي صلى الله عليه وسلم له فيه مزيد تفضيل وتكريم وعلو شأن على بقية الأنبياء والمرسلين، وسيأتي عند المصنف ـ رحمه الله ـ ذكر جملة من الأدلة على تفضيل النبي صلى الله عليه وسلم وتعلية شأنه وبيان فضله على الناس أجمعين وعلى الأنبياء والمرسلين.
" خير الخلائق " أي: أفضلهم وأكملهم وأعلاهم شأناً، وأرفعهم قدراً وأنبلهم ذكراً.
" وأفضلهم، وأكرمهم على الله عز وجل " الطاعة كريمة على الله، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:""ليس شيء أكرم على الله من الدعاء " 2، وكل من أطاع الله فهو كريم عليه، قال صلى الله عليه وسلم:""ليس أحد أفضل عند الله من مؤمن يعمر في