وجود عينين مبصرتين لا عيب فيهما ولا نقص.
وخروج الدجال فتنة عظيمة، بل هي أعظم الفتن، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:""ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة خلق أكبر من الدجال " 1.
ولخطورة فتنته وعظمها كان كلُّ نبي يحذر أمته منه، فقال صلى الله عليه وسلم:""ما من نبي إلا وقد أنذر أمته الأعور الدجال " 2، وأمرنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بالتعوذ من فتنته في كلِّ صلاة فقال:""إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع. يقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدجال " 3.
ومن الإيمان بالدجال: الإيمان بكلِّ أمر يتعلق به صحت به السنة. ومن نصحِ النبي صلى الله عليه وسلم لأمته أن بيَّن لنا صفته وعلامته، وذكر لنا أخباره وأحواله وأعماله، وقد أكثر صلى الله عليه وسلم من ذكره حتى بلغت أحاديثه حد التواتر.
ويدَّعي عند خروجه أنَّه رب العالمين، ويصدِّقه أقوام كثيرون، ويتبعه خلق عديدون، ويخرج معه من يهود أصبهان سبعون ألفاً، ويُمكِّنه الله عز وجل من بعض مقدوراته ابتلاء وامتحاناً للناس، فيمر بالمدن والقرى يدعو أهلها لاتباعه واعتقاد أنَّه الرب، فإن استجابوا له أمر السماء أن تمطر عليهم فتمطر، وأمر الأرض أن تنبت فتنبت وتخرج كنوزها، وتغدو ماشيتهم على أتم ما يكون من السمن وضرعها أحسن ما يكون من الدر. وإن امتنعوا أجدبت أرضهم وتضرروا ضرراً بالغاً. ومعه جنة ونار، فمن آمن به أدخله جنته،