واحداً فقال: " قال الله عز وجل: {لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ} " وقد سبق ذكر بعض الأدلة الأخرى.
وقد خالف السلف في الاستثناء في الإيمان طائفتان:
1ـ طائفة ـ وهم مرجئة الفقهاء والماتريدية ـ قالت بعدم جواز الاستثناء في الإيمان، وعللوا ذلك بأنَّ الاستثناء لا يكون إلا عن شك، والشك في الإيمان كفر، حتى غلا بعضهم فنص على عدم جواز تزويج من يستثني في الإيمان.
2ـ طائفة ـ وهم الكلابية والأشاعرة ـ قالت بوجوب الاستثناء في الإيمان باعتبار الموافاة، فيقولون: إيمان الحال نقطع به ولا نستثني فيه، لكن إيمان المآل وهو الذي يوافي به العبد ربه نستثني فيه. وهذا على اعتبار أنهم لا يدرون بم يختم لهم، وهل سيبقون على هذا الإيمان أم لا. فاستثناؤهم باعتبار المآل لا باعتبار الحال.
وبسبب هذا القول الفاسد نشأت بدعة المرازقة المنتسبين لأبي عمرو عثمان بن مرزوق ـ وكان في الاستثناء على طريقة السلف ـ إلا أنَّهم انحرفوا عن منهجه، فأخذوا يستثنون في كلِّ شيء، فيسأل أحدهم ـ وفي يده حبل ـ فيقول: هذا حبل إن شاء الله. فإن قيل: هذا لا شك فيه. قال: إن شاء الله أن يغيره غيره 1.
وهناك حديث موضوع ربما استشهد به هؤلاء، وهو""إنَّ من تمام إيمان العبد أن يستثني في كلِّ حديثه " قال الذهبي ـ معلقاً على هذا الحديث ـ:""هذا الحديث باطل، قد يحتج به المرازقة الذين لو قيل لأحدهم: أنت مسيلمة الكذاب لقال: إن شاء الله " 2.