" والاستثناء في الإيمان سنة ماضية. فإذا سئل الرجل: أمؤمن أنت؟ قال: إن شاء الله. رُوي ذلك عن عبد الله بن مسعود، وعلقمة بن قيس، والأسود بن يزيد، وأبي وائل شقيق بن سلمة، ومسروق بن الأجدع، ومنصور بن المعتمر، وإبراهيم النخعي، ومغيرة بن مقسم الضبي، وفضيل بن عياض وغيرهم "
شرع المصنف ـ رحمه الله ـ في الكلام عن مسألة الاستثناء في الإيمان، ومن عادة أهل العلم في كتبهم أن يبحثوا هذه المسألة عقب زيادة الإيمان ونقصانه، لما بين المسألتين من ارتباط من جهات كثيرة؛ فإنَّ القول بزيادة الإيمان ونقصانه له تأثير في مسألة الاستثناء في الإيمان.
وقول أهل السنة في هذه المسألة واضح، وقد أعطى المصنف في ذلك خلاصة نافعة فقال: " والاستثناء في الإيمان سنة ماضية "، ثم عرَّفه بقوله: " فإذا سئل الرجل: أمؤمن أنت؟ قال: إن شاء الله " وهذه صيغة من صيغ الاستثناء اقتصر المصنف على ذكرها، وإلا فهناك صيغ أخرى معروفة عند السلف كأن يقول ـ إذا سئل أمؤمن أنت ـ: " إن شاء الله " أو يقول: " مؤمن أرجو " أو: " آمنت بالله " أو: " لا إله إلا الله ". فالمراد بالاستثناء: عدم الجزم والقطع.
وامتحان الناس بهذا السؤال ليس من هدي السلف، وأول من امتحن الناس بذلك المرجئة، ولهذا جاء عن غير واحد من السلف تبديع من امتحن الناس بهذا الأمر 1.