" يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية " مما امتن الله به على أهل السنة والجماعة وميزهم به، وفارقوا فيه كلَّ الطوائف الضالة قولهم: بأنَّ الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، وأنَّ أهله ليسوا فيه سواء، بل يتفاوتون فيه تفاوتاً عظيماً، فإذا أقبل العبد على طاعة ربه وحافظ عليها زاد إيمانه، وإذا غفل عن ذكره أو اقترف شيئاً من المعاصي نقص إيمانه بحسب ذلك.
وزيادة الإيمان ونقصانه تكون من أوجه كثيرة، أوصلها شيخ الإسلام ابن تيمية في "كتاب الإيمان " 1 إلى تسعة أوجه، هي في الجملة راجعة إلى وجهين: زيادة الإيمان من جهة أمر الرب، وزيادة الإيمان من جهة فعل العبد 2.
والأدلة على زيادة الإيمان ونقصانه كثيرة، ذكر المصنف ـ رحمه الله ـ طرفاً منها، فقال: " قال الله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً} ، وقال عز وجل: {لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَعَ إِيمَانِهِمْ} ، وقال عز وجل: {وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَاناً} " فهذه الآيات صريحة في أنَّ الإيمان يزيد، وهي أحد أنواع الأدلة الدالة على زيادة الإيمان ونقصانه.
ومن يتأمل القرآن الكريم يجد أنَّه دلَّ على زيادة الإيمان ونقصانه من خلال أنواع كثيرة، منها هذا النوع الذي أشار إليه المصنف وهو: التصريح بزيادة الإيمان.
ومنها: التصريح بزيادة الهدى، والهدى من الإيمان، قال تبارك وتعالى: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدىً وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ} 3.