" ثم الإيمان بأنَّ لرسول الله صلى الله عليه وسلم حوضاً ترده أمته كما صح عنه، وأنَّه كما بين عدن إلى عمان البلقاء، وروي من مكة إلى بيت المقدس، وبألفاظ أخر. ماؤه أشد بياضاً من اللبن، وأحلى من العسل، وأكوابه عدد نجوم السماء "
الإيمان بالحوض المورود من جملة الإيمان بالغيب؛ إذ ليس عندنا فيه خبر إلا من خلال النصوص والأدلة، وإنما نؤمن به لورود الخبر الصادق بشأنه، وهذه ميزة أهل الإيمان الذين يؤمنون بالأخبار ويتلقون ما جاءت به الأنبياء بالقبول. أمَّا من سواهم فلا يقبلون ذلك ولا يؤمنون به.
" ثم الإيمان بأنَّ لرسول الله صلى الله عليه وسلم حوضاً ترده أمته " أي: من عقيدة أهل السنة: الإيمان بالحوض المورود، وبكلِّ صفة له ثبتت في سنة النبي صلى الله عليه وسلم".
" كما صح عنه " الحديث في الحوض صح عن النبي صلى الله عليه وسلم، بل هو حديث متواتر كما نص على ذلك غير واحد من أهل العلم 1، بل إنَّ عدد الصحابة الذين رووا أحاديث الحوض يزيدون عن خمسين صحابياً، بل عدهم بعضهم زيادة على الستين 2.
وقد دلت السنة على أنَّه مربع الشكل، طوله وعرضه: شهر، وطعم مائه: أحلى من العسل، ولونه: أبيض من اللبن، ورائحته: أطيب من ريح المسك، وعليه كيزان كنجوم السماء في الجمال والكثرة، من شرب منه شربة لا يظمأ بعدها أبداً.
قال النبي صلى الله عليه وسلم:""حوضي مسيرة شهر، وزواياه سواء، وماؤه أبيض من